في خضم الاحتجاجات الحاصلة في السويداء ضد نظام الأسد، حصد الشيخ حكمت الهجري اهتمام مسؤولين أمريكيين، كثفوا مؤخراً من اتصالاتهم معه للاطلاع على الوضع المحتقن في المحافظة.
آخر تلك الاتصالات كانت، اليوم الأربعاء، حين أعلنت الولايات المتحدة أن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، إيثان غولدريتش، تحدث إلى الهجري في مكالمة هاتفية وأبلغه بدعم بلاده للحراك السلمي.
وقال حساب السفارة الأمريكية في سورية، عبر منصة “إكس”، إن الاتصال مع الزعيم الروحي للدروز جاء “لتأكيد دعمنا لحرية التعبير للسوريين، بما في ذلك الاحتجاج السلمي في السويداء”.
وأضاف: “نؤكد من جديد دعواتنا إلى سوريا عادلة وموحدة وإلى حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
ويعتبر الاتصال الأمريكي مع الشيخ الهجري الأول ضمن نطاق رسمي، إذ سبق أن تحدث نواب وسياسيون أمريكيون مع الشيخ الذي يمتلك تأثيراً على الشارع في السويداء.
وتشهد المحافظة منذ 39 يوماً احتجاجات في ساحة الكرامة، إذ يطالب المتظاهرون بإسقاط نظام الأسد، وتطبيق قرار الأمم المتحدة 2254 للحل السياسي في سورية.
ما دلالات هذه الاتصالات؟
كان أول تعليق أمريكي على احتجاجات السويداء صدر عن ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، في أغسطس/آب الماضي خلال كلمتها في جلسة لمجلس الأمن.
وقالت إنه “في الأيام الأخيرة، شهدنا احتجاجات سلمية في مدن مثل درعا والسويداء، حيث دعا السوريون إلى تغييرات سياسية وطالب جميع الأطراف باحترام القرار (2254)”.
وأضافت: “هذه هي المناطق التي بدأت فيها الثورة، ومن الواضح أن المطالب السلمية لم يتم التجاوب لها”.
وعقب ذلك برز الاهتمام الأمريكي بما يجري في السويداء من خلال اتصالات نواب أمريكيين.
وأبرزهم النائب الديمقراطي برندن بويل، الذي أجرى تصالاً مع الشيخ الهجري في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، “اطمأن من خلاله على سلامة المتظاهرين بعد حادثة إطلاق النار”.
وأشاد بويل بـ “سلمية التظاهرات في السويداء، وقال إنه غير مستغرب من هذه السلمية لأنه سبق له أن اطّلع على تعاليم الدروز الروحية التي تدعو إلى السلام والمحبة”.
وسبقها بأسبوع اتصال النائب الجمهوري، فرينش هيل، مع الشيخ الهجري.
واستمر الاتصال بين هيل والشيخ الهجري نصف ساعة، واستفسر الأول عن حقيقة ما يجري في السويداء.
كما استفسر عن الأوضاع الأمنية في المحافظة، خصوصاً بعد قيام النظام بإطلاق النار على المتظاهرين.
وفي حديثه لشبكة “CBS News” قال هيل إنه ناقش مع الشيخ الهجري إحباطات السكان المحليين واحتجاجاتهم السلمية.
وأضاف أن “الهجري أبلغه أن قوات الحكومة السورية تقطع الوصول إلى المياه والكهرباء في المدينة”.
كما اتهم الشيخ الهجري حكومة الأسد والميليشيات بتهريب المخدرات في المنطقة، حسب هيل.
ويرى محللون أن الاهتمام الأمريكي بالشيخ حكمت الهجري يحمل دلالات عدة، أبرزها ردع النظام عن محاولة اللجوء للعنف وقمع المحتجين.
واعتبر الكاتب السوري ماهر شرف الدين أن الهدف من الاتصالات هو “توجيه رسالة إلى محور الممانعة بدفع الثمن في حال تعرض الشيخ الهجري لأي خطر”.
فيما يرى آخرون أن واشنطن تسعى لإبقاء المظاهرات في السويداء قائمة، من أجل الضغط على النظام في الجنوب السوري، ودفعه لتقديم تنازلات السياسية أو أمنية، خاصة بملف تجارة المخدرات على الحدود مع الأردن.