نشرت منظمة “العفو الدولية” تقريراً، اليوم الاثنين، أكدت فيه تورط روسيا ونظام الأسد بقصف المشافي في محافظة إدلب، وذلك رغم معرفتهم بإحداثياتها، التي حصلوا عليها من الأمم المتحدة.
وحمل التقرير عنوان “ليس هناك مكان آمن لنا“، وأثبتت فيه المنظمة الدولية ضلوع روسيا في قصف المشافي، بناءً على روايات شهود تمت مقاطعتها مع صور أقمار اصطناعية.
ووثق التقرير 18 هجمة “غير قانونية” من جانب نظام الأسد وروسيا على إدلب، معظمها وقعت في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2020، استهدفت فيها قوات الأسد والقوات الروسية المرافق الطبية والمدارس في إدلب وغرب حلب وشمال غرب محافظة حماة.
وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “حتى وفقاً لمعايير الأزمة الكارثية التي استمرت تسع سنوات في سورية، فإن حالة النزوح والطوارئ الإنسانية التي أثارها الهجوم الأخير على إدلب لم يسبق لهما مثيل”.
ودعت محلس الأمن الدولي بالقول: “يجب ألا يقطع مساعدات شريان الحياة الحيوية الإنسانية عبر الحدود، بينما تقبع آلاف الأرواح عرضةً للخطر”.
أدلة كثيرة تؤكد روايات الشهود
وطوال السنوات الماضية لم تستثن القوات الروسية وقوات نظام الأسد المستشفيات ومراكز الإغاثة الإنسانية من قصفها المتواصل، متجاهلةً نظاماً وضعته الأمم المتحدة يحدد أماكنها لتجنب قصفها.
ووضعت الأمم المتحدة منظومة تهدف إلى تزويد “الأطراف المتحاربة” بالمواقع المحددة للمواقع الإنسانية التي يفترض أن تكون معزولة عن الصراعات، ويصنف قصفها على أنه جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
وفي تقريرها أجرت “العفو الدولية” مقابلات مع 74 شخصاً، من بينهم نازحون داخلياً، ومدرسون، وأطباء وعاملون في المجال الإنساني.
وتأكدت روايات الشهود، بحسب المنظمة، من خلال مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية، فضلاً عن تحليل الخبراء لصور الأقمار الصناعية، والتقارير التي كتبها مراقبو الطلعات الجوية على الأرض، واتصالات القوات الجوية الروسية والسورية أثناء الطيران التي تم اعتراضها.
ضربات المشافي
وبحسب “مديرية الصحة في إدلب” فإن هجمات نظام الأسد وروسيا على المشافي قد ألحقت أضراراً، أو دمرت 10 مرافق طبية في إدلب وحلب، بين ديسمبر/كانون الأول 2019 وفبراير/شباط 2020، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص ومن بينهم أفراد من الطاقم الطبي وموظفون آخرون.
ووثقت منظمة “العفو الدولية” هجماتٍ أسفرت عن إغلاق خمسة مشافي في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
وأخبر طبيبٌ نجا من إحدى الهجمات المذكورة، التي شملت ثلاث غارات جوية روسية على محيط مشفى الشامي في أريحا في 29 يناير/كانون الثاني 2020 المنظمة الدولية أن الغارات “سوّت بالأرض على الأقل مبنيَين سكنيَين حول المشفى، مما أسفر عن مقتل 11 مدنياً بينهم أحد زملائه، وإصابة أكثر من 30 آخرين”.
وأضاف: “شعرتُ بالعجز الشديد. كان صديقي وزميلي يحتضر، وكان الأطفال والنساء يصرخون في الخارج (…) استغرق الأمر يومين من عمل الدفاع المدني لانتشال الجثث من تحت الأنقاض”.
واستناداً إلى إفادات الشهود الداعمة للأنباء وغيرها من المعلومات الموثوقة، ولا سيما ملاحظات مراقبي الطلعات الجوية، أشارت “العفو الدولية” إلى أن القوات الروسية هي التي شنت هذا الهجوم غير القانوني.
تحقيق سابق
وفي وقت سابق من العام الماضي كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد نشرت تسجيلات صوتية قالت إنها تعود إلى سلاح الجو الروسي، في أثناء تنفيذه عمليات قصف في سورية.
وذكرت الصحيفة أنها حصلت على اتصالات أجراها سلاح الجو الروسي في أثناء قصفه لمنشآت طبية، من خلال فك رموز آلاف من موجات بث الراديو التابع للقوات الروسية، موثقة أشهراً من نشاط الطيارين.
وأظهر التحقيق الذي نشرته الصحيفة، في 13 من تشرين الأول الماضي، قصف الطائرات الروسية لأربع مستشفيات في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.
ومنها قصف لمستشفى “نبض الحياة” في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي، في 5 من أيار العام الماضي، يظهر طبيباً يوثق الضرر الذي يلحق بالمستشفى ومعداته الطبية.