أردوغان: تركيا مصرة على تأمين حدودها الجنوبية بعمق 30 كيلومتراً
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس، أن بلاده مصرة على تأمين حدودها مع سورية بعمق 30 كيلومتراً.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في فعاليات الذكرى السنوية الـ950 لمعركة “ملاذكرد” في ولاية بتليس التركية.
وقال أردوغان، حسب وكالة “الأناضول”: “أعلن للعالم أجمع أن نضالنا مستمر حتى نؤمّن حدودنا الجنوبية بممر عمقه 30 كيلومتراً”.
وأضاف أن “تركيا ستواصل عملياتها وفق خططها وأولوياتها الأمنية في أي مكان وبأي لحظة”، في إشارة إلى الحدود الجنوبية مع سورية.
وتكررت مؤخراً، التصريحات التركية حول شن عملية عسكرية جديدة محتملة قريباً في الشمال السوري، وتوسيع المناطق “الأمنة”، بسبب ما تصفها بـ”تهديدات الإرهابيين” من أجل حماية حدودها وسلامة أمنها القومي.
وتسعى تركيا إلى إنشاء منطقة “آمنة” بعمق 30 كيلومتراً على الحدود مع سورية وصولاً إلى الحدود العراقية.
إلا أن المخطط التركي لاقى اعتراضاً من قبل العديد من الدول، وفي مقدمتها روسيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية.
ويأتي إصرار الرئيس التركي على منطقة الـ 30 كيلومتراً رغم تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على إمكانية العودة إلى اتفاق أضنة بين تركيا وسورية.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية النظام فيصل المقداد، الثلاثاء الماضي، إن العودة إلى اتفاق أضنة بين النظام وتركيا “ممكنة”.
كما أكدت صحيفة “حرييت” التركية، أن روسيا طرحت على أنقرة، خلال قمة سوتشي، مراجعة اتفاقية “أضنة” المبرمة مع النظام السوري منذ عام 1998، مشيرة إلى أن تركيا رأت المقترح الروسي “غير واقعي” في هذه المرحلة.
وتعود اتفاقية أضنة لعام 1998، وتعتبر نقطة تحول في مسار العلاقات بين دمشق وأنقرة، خاصة أنها جاءت عقب تدهور كبير في العلاقات بين الجانبين، حول قضايا الحدود والمياه ودعم النظام السوري لـ“حزب العمال الكردستاني” (PKK) وزعيمه عبد الله أوجلان.
وصعّدت تركيا عسكرياً ضد النظام، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1998، وحشدت قوات كبيرة على الحدود، مطالبةً نظام حافظ الأسد برفع الحماية عن أوجلان، الذي اتخذ من دمشق ملاذاً له.
وأفضى ذلك التصعيد، إلى توقيع اتفاقية بين النظام وتركيا، عقب وساطات عربية وإقليمية، سعت إلى تهدئة الوضع وتصحيح مسار العلاقات بين الجانبين، عُرفت باتفاقية “أضنة”.
وتنص اتفاقية أضنة على بنود عدة، أبرزها التعاون بين أنقرة ودمشق في مكافحة “الإرهاب” على الحدود المشتركة بينهما، وإنهاء الدعم السوري لـ“حزب العمال الكردستاني” وإخراج زعيمه من الأراضي السورية.
كما تنص على السماح لتركيا بملاحقة التنظيمات “الإرهابية” على الأراضي السورية، بعمق خمسة كيلومترات.