أردوغان يهدد بعد لقاء “سوتشي”: قرار المنطقة الآمنة لا يزال قائماً
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن قرار تأسيس “منطقة آمنة” على عمق 30 كيلو متراً عند حدود تركيا الجنوبية، ما زال قائماً، وأن بلاده سنواصل “مكافحة الإرهاب”، في كلماتٍ تتبع “اجتماع سوتشي” بيومين.
وأضاف في كلمة ألقاها، اليوم الإثنين، خلال افتتاح مؤتمر السفراء الأتراك الـ13 بالعاصمة أنقرة: “قريباً سنوحد حلقات الحزام الأمني بتطهير المناطق الأخيرة، التي يتواجد فيها التنظيم الإرهابي في سورية”.
وتأتي تصريحات أردوغان، بعد يومين من لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوتشي، وصرح عقبها أنه ناقش فيها “الخطوات التي يمكن اتخاذها ضد التنظيمات الإرهابية في سورية”.
وأجاب الرئيس التركي في تصريحات للصحفيين بعد عودته من المدينة الروسية التي عقدت فيها القمة، عن سؤال يتعلق بالعملية التي هدد بشنها، مؤخراً في كل من تل رفعت ومنبج بريف حلب، وقال: “اتفقنا على قرار الرد معاً. ناقشنا أيضاً الخطوات التي يمكن اتخاذها ضد التنظيمات الإرهابية المتواجدة في سورية، وسنواصل قتالنا ضد أسراب القتلة التي تهدد وحدة أراضي سورية وتهاجمها”.
وتكررت مؤخراً، التصريحات التركية عن شن عملية عسكرية جديدة محتملة قريباً في الشمال السوري، وتوسيع المناطق “الأمنة”، بسبب ما تصفها بـ”تهديدات الإرهابيين” من أجل حماية حدودها وسلامة أمنها القومي.
وتعتبر تركيا، “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” عمادها، امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على لوائح الإرهاب في تركيا ودول كثيرة بينها الولايات المتحدة، والأخيرة بالمقابل تعتبر “قسد” شريكاً في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأعلن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في 27 من يوليو/ تموز الفائت، أن العملية العسكرية التي تخطط تركيا لتنفيذها في شمالي سورية، قد تجري بأي وقت.
ولفت إلى أن تركيا “توفر الأمن” لنحو 4 ملايين شخص في منطقة إدلب شمال غربي سورية، وفي نفس الوقت “تواصل كفاحها ضد الإرهاب”.
وأردف متحدث الرئاسة: “لهذا السبب، قال رئيسنا (رجب طيب أردوغان) إن عملية عسكرية جديدة يمكن أن تبدأ في أي لحظة”.
وشدد على أن تركيا ليست بحاجة للحصول على إذن من أحد لتنفيذ هذه العملية، وليست مجبرة أيضاً على تحديد موعد معين في هذا الصدد.
يشار إلى أن الرئيس التركي، قد أكد عقب حضوره “قمة طهران” الاخيرة التي عقدها مع نظيره الروسي والإيراني، في 20 يوليو/ تموز الماضي، أن ملف العملية العسكرية في الشمال السوري، سيظل مدرجاً على أجندة بلاده، لحين تبدد المخاوف المتعلقة بأمن تركيا القومي.
وخلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة أثناء عودته من القمة الثلاثية، شدد أردوغان، على أن بلاده تريد أن تكون روسيا وإيران معها في مكافحة “التنظيمات الإرهابية” على بعد 30 كيلو متراً من الحدود الجنوبية لتركيا، مطالباً الدولتين بتقديم الدعم اللازم لها.
وأضاف: “لقد عبرنا عن هذا مرة أخرى لكل من السيد بوتين والسيد رئيسي (…) أعتقد أننا لا نفكر بشكل منفصل في قضايا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي، ومع ذلك لا يزال يتعين علينا الاستمرار في معالجة بعض النقاط”.
وحول دعم قوات الأسد لـ “قسد” اعتبر أردوغان أن “التنظيم الإرهابي يعتقد عبثاً أنه قادر على خداع الجيش التركي من خلال رفع علم النظام شمالي سورية”.