يخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاجتماع في وقت مبكر من الشهر المقبل، بحسب ما ذكرت وكالة “بلومبيرغ”.
وقالت الوكالة نقلاً عن 4 مصادر مطلعة، اليوم الجمعة، إن أردوغان ونتنياهو سيحاولان “تحسين العلاقات الباردة الطويلة” واستكشافها على أكثر من صعيد.
وتتعاون تركيا وإسرائيل، اللتان كانتا ذات يوم حليفين عسكريين مقربين، أكثر في السياحة والأعمال، وتستكشفان طرقاً لبدء شحنات الغاز، بعد أكثر من عقد من التوترات.
ووصلت العلاقات إلى نقطة منخفضة بعد غارة إسرائيلية عام 2010 على أسطول تركي كان متوجهاً إلى قطاع غزة المحاصر.
لكن الجانبان استأنفا العلاقات الدبلوماسية الكاملة في أغسطس/آب من العام الماضي.
وقالت المصادر للوكالة الأمريكية إن “الاضطراب في سلاسل التوريد وأسواق السلع من الغزو الروسي لأوكرانيا يوفر حافزاً جديداً لإصلاح العلاقات”، وكذلك أنشطة إيران في المنطقة.
وتشعر تركيا بالقلق من تنامي نفوذ إيران في سورية، التي تدعم الجماعات المعادية لإسرائيل بما في ذلك “حزب الله” في لبنان المجاور.
وتشترك أنقرة والحكومة الإسرائيلية أيضاً في المصالح بشأن أذربيجان، حيث تدعمان مطالباتها الإقليمية ضد أرمينيا وإرسال طائرات بدون طيار لمساعدة باكو.
وتسعى كل من إسرائيل وتركيا إلى تحسين العلاقات مع دول الشرق الأوسط الأخرى.
إذ أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية مع دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمغرب في عام 2020، وهي تدفع لفعل الشيء نفسه مع المملكة العربية السعودية.
وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا، حيث أصلحت علاقاتها مع الإمارات والسعودية، العام الماضي.
“خطوة أولى”
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قد التقى بأردوغان في أوائل العام الماضي، وهي خطوة أولية رئيسية لإصلاح العلاقات.
ويمكن أن يلتقي أردوغان ونتنياهو في أنقرة في يوليو، إذا سمحت الجداول الزمنية، وفقاً لما قالته المصادر لـ”بلومبيرغ”.
وأوضحت المصادر أن “المحادثات قد تشمل التصدير المحتمل للغاز الطبيعي المسال من حقل قبالة قطاع غزة إلى أوروبا عبر تركيا، على الرغم من أنه من غير الواضح كم هناك من الغاز وتوزيعه لا يزال بعيد المنال”.
ولا توجد أيضاً محطات لتصدير الغاز الطبيعي المسال، والتي تكلف عادةً مليارات الدولارات للبناء، في إسرائيل أو خطوط أنابيب الغاز التي تمتد من هناك إلى تركيا.
“تبقى الانقسامات”
ولا تزال تركيا وإسرائيل منقسمة بشأن وضع الأراضي الفلسطينية، كما تتهم إسرائيل أنقرة بدعم “حماس” الجماعة الإسلامية المسلحة التي تدير قطاع غزة.
وقالت المصادر إن اتفاقية الغاز قد تساعد في رأب الصدع.
وبدوره أضاف مكتب نتنياهو يوم الأحد أن إسرائيل ستسمح بتطوير حقل قبالة غزة في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني المتعثر والحفاظ على الهدوء الإقليمي.
وتتزايد التجارة الثنائية بين تركيا وإسرائيل، وتزدهر السياحة حيث تستأنف خطوط الرحلات البحرية رحلاتها وتبدأ الشركات الإسرائيلية رحلات جوية مباشرة إلى المنتجعات التركية مثل أنطاليا وبودروم.
ومن المتوقع أن يزور أكثر من مليون سائح إسرائيلي تركيا هذا العام، مقارنة بـ 843 ألفاً في عام 2022.
وزادت صادرات تركيا إلى إسرائيل العام الماضي بنسبة 11 بالمئة إلى 7 مليارات دولار، في حين بلغت الواردات نحو 2.5 مليار دولار، وفقاً لبيانات حكومية تركية رسمية.