أردوغان ينعي “أستانة” ويتهم روسيا بنقض تفاهمات إدلب
اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن مسار “أستانة”، حول سورية، قد انتهى، عقب تقدم قوات الأسد في ريف إدلب، متهماً روسيا بعد الالتزام باتفاقي “سوتشي” و”أستانة” حول إدلب.
وقال أردوغان، خلال لقائه مع عدد من الصحفيين على متن طائرة الرئاسة التركية، أثناء عودته من جولة إفريقية، اليوم الأربعاء، إنه “لم يتبقَ شيء اسمه مسار أستانة”، مضيفاً أن على تركيا وروسيا وإيران إحياؤه مجدداً والنظر فيما يمكن فعله.
واتهم الرئيس التركي روسيا بعدم الالتزام باتفاقي “سوتشي” و”أستانة”، المتفق عليهما بين أنقرة وموسكو، لتثبيت “خفض التصعيد” ووقف إطلاق النار في إدلب، في ظل تصعيد عسكري من قبل النظام وروسيا على محافظة إدلب، خلال الأسابيع الماضية.
وبهذا الصدد، قال أردوغان إنه “في حال التزمت روسيا باتفاقي سوتشي وأستانة، فإن تركيا ستواصل الالتزام بهما”، وتابع: “روسيا لم تلتزم إلى الآن بالاتفاقيتين”، حسبما نقلت وكالة “الأناضول” عنه.
ويأتي تصريح الرئيس التركي عقب تقدم واسع لقوات الأسد في ريف إدلب الجنوبي على حساب فصائل المعارضة، وسيطرته على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، ومجموعة من القرى والبلدات المحيطة بها.
إذ أصدرت “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة”، التابعة لنظام الأسد، بياناً اليوم الأربعاء، قالت فيه إن قواته سيطرت على مدينة معرة النعمان، بالإضافة إلى 28 قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي، خلال الأيام الماضية.
بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة
بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحةتابعت وحدات من قواتنا المسلحة العاملة في ريف إدلب الجنوبي عملياتها العسكرية الهادفة إلى وضع حد لجرائم التنظيمات الإرهابية التي تستمر باستهداف المناطق الآمنة والمدنيين ونقاط تمركز الجيش بالقذائف الصاروخية والمفخخات، وقد تمكنت قواتنا الباسلة في الأيام القليلة الماضية من القضاء على الإرهاب في العديد من القرى والبلدات، ومنها:دير الشرقي ـ معر شمارين ـ تل منس ـ معر شمشة ـ معر شورين ـ الزعلانة ـ العامودية ـ بابيلا ـ الدانا ـ كفروما ـ الحامدية ـ خربة الحناك ـ دير الغربي ـ بسيدا ـ تقانة ـ كفر باسيل ـ بابولين ـ جرابلس ـ جوز فين ـ الصالحية ـ صهيان ـ الغطفة ـ معصران ـ تل الصوامع ـ عين البان ـ تل دبس ـ معراتا ـ عين قريع ـ معرة النعمان.إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تعلن عن تطهير تلك القرى والبلدات فإنها تؤكد في الوقت نفسه استمرار الجيش بتنفيذ واجباته الدستورية والوطنية والأخلاقية في ملاحقة ما تبقى من التنظيمات الإرهابية المسلحة إلى أن يتم تطهير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب بمختلف مسمياته.دمشق في /29/1/2020م.
Posted by وزارة الدفاع في الجمهورية العربية السورية on Tuesday, January 28, 2020
وواجهت تركيا خلال الفترة الماضية انتقادات شعبية بسبب صمتها عن خروقات النظام وروسيا في إدلب، واستهداف المدنيين وقتل وتهجير الآلاف منهم، إلى جانب محاصرة نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب من قبل قوات الأسد.
إلا أن وزارة الدفاع التركية أصدرت بياناً، أمس الثلاثاء، حذرت فيه النظام من استهداف نقاطتها، وتوعدت بالرد على أي هجوم من قوات الأسد على مواقع المراقبة التابعة لها في إدلب، مشيرة إلى أن النظام لا يزال يخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت له روسيا وتركيا مطلع الشهر الجاري.
وكانت أنقرة وموسكو توصلتا لاتفاق، مطلع الشهر الجاري، في مدينة سوتشي الروسية، ينص على وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، إلا أن أياً من النظام وروسيا لم يلتزم بالاتفاق، بذريعة “استفزازات” تقوم بها فصائل المعارضة، حسب الرواية الروسية.
وتعتبر تركيا وروسيا وإيران أطرافاً ضامنة في مسار “أستانة” الخاص بمحافظة إدلب، إضافةً إلى اتفاق “سوتشي” الموقع مع روسيا، في أيلول 2018، لخفض التصعيد في إدلب، والذي لم تطبق بنوده حتى اليوم، وتتذرع به موسكو بشأن حملتها العسكرية الحالية.