“أطلق قذيفة اتجاه المدنيين”..من هو موفق دوّاه المتهم بجرائم حرب في ألمانيا؟
برز اسم الفلسطيني السوري موفق دوّاه، خلال الأيام الماضية، بعد صدور قرار من قبل السلطات الألمانية بإلقاء القبض عليه، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك جنوب دمشق.
وقال المحامي السوري، أنور البني، عبر صفحته في “فيس بوك”، الأربعاء الماضي، إن الشرطة الألمانية وجهت “تهم ارتكاب جرائم حرب إلى موفق، الذي كان يترأس حاجزاً أمنياً على مدخل مخيم اليرموك بدمشق، وقد ارتكب جرائم اعتقال وتعذيب وعنف جنسي بحق المدنيين على الحاجز”.
وأضاف البني أن “التهمة الأساسية إطلاق قذيفة عمداً على تجمع من المدنيين تواجدوا لتلقي الإغاثة، ما أدى لقتل وجرح العشرات منهم انتقاماً لمقتل قريب له في المعارك”.
وحسب ما نقلت وكالة “أسوشيتد برس“، فإن “سبع تهم بالقتل وثلاث تهم بإلحاق أذى بدني خطير” وجهتها السلطات الألمانية إلى موفق دوّاه.
وقال الشاب السوري عمار حجو، الذي يعتبر أحد ضحايا موفق دوّاه، وقال إن الأخير يلقب بـ”أبو عكر” وانضم في بداية الثورة السورية إلى اللجان الشعبية بقيادة “أبو محمد سرية” التي “كانت تابعة للجبهة الشعبية- القيادة العامة” التي كان يتزعمها القيادي أحمد جبريل قبل وفاته منذ أيام.
وقال حجو لـ”السورية.نت”، إن “جماعة أبو عكر اعتقلت العديد من الشباب النازحين من الحجر الأسود وتم تسليمهم لقوات النظام”، إضافة إلى إطلاق الرصاص على المتظاهرين، كما “قام مع مجموعته باغتصاب سيدات واعتقال شباب في جامع البشير الواقع عند دوار البطيخة أول المخيم، بعد إدخالهم إلى الجامع بحجة الحماية من الاشتباكات التي كانت في أغلب الأوقات مفتعلة لتحقيق مبتغاهم”.
واتهمت السلطات الألمانية موفق دواه بإطلاق قذيفة هاون عمداً على تجمع للمدنيين سنة 2014، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وروى حجو، الذي كان أحد المصابين بالقذيفة، ما جرى يومها، وقال إنه “بعد حصار المخيم بشكل كامل التحق دوّاه بمجموعة فلسطين حرة والمتعاونة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة، وأصبح قائد مجموعة فيها”.
وأضاف أنه “بعد حصار المخيم بفترة، أطلقت وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حملة مساعدات غذائية للمحاصرين في المنطقة، إذ كان يتم توزيع سلل غذائية كل شهر أو شهرين، وكان دوّاه يقف على حاجز لقوات النظام في أثناء التوزيع في منطقة ساحة الريجة الواقعة في شارع اليرموك”.
وأشار ذات المتحدث إلى أن “ميليشيات النظام والفصائل الفلسطينية الموالية، كانت تقوم باختلاق اشتباكات وهمية لزعزعة الحالة الأمنية، أثناء توزيع المساعدات على المدنيين المحاصرين وإيقافها”.
وفي عصر يوم 23 مارس/ آذار 2014 “اقترب دوّاه من الحاجز وهو يحمل مدفع آر بي جي، وبعد شتم المدنيين أطلق تجاههم القذيفة”، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 17 شخصاً، وكان من ضمن الجرحى حجو الذي أصيب إصابة بالغة في قدمه، قبل أن يصل إلى ألمانيا في 2015.
وأكد حجو أن موفق وصل إلى ألمانيا سنة 2018 عن طريق لم شمل من قبل زوجته في برلين، وعندما علم حجو بذلك قدم شكوى إلى السلطات الألمانية، التي رحبت بالموضوع ووعدته بتقديم دوّاه إلى العدالة بعد إثبات الجرائم ضده.
وبعد تقديم شكوى إلى السلطات الألمانية تلقى حجو اتصالاً من إحدى السيدات من مخيم اليرموك، وكانت مقيمة في الأردن، وأخبرته بأن دوّاه كان سبباً باعتقال ابنها من حاجز المخيم.
وتتجه السلطات الألمانية مؤخراً، إلى توقيف ضباط وأطباء تابعين لنظام الأسد ومحاكمتهم على أراضيها بعد لجوئهم إليها، استناداً إلى شهود عيان تعرفوا عليهم ووثقوا ارتكابهم جرائم في سورية.
وتحاكم بعض المحاكم الأوروبية هؤلاء المتهمين، وفق ما يُعرف بـ “الولاية القضائية العالمية”، والتي تخول المحكمة مقاضاة متهمين ولو لم يرتكبوا الجرائم المنسوبة إليهم في البلد الأوروبي الذي يقيمون فيه حالياً.