أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صباح اليوم الأربعاء، التعبئة الجزئية في بلاده، التي تخوض حرباً على أوكرانيا منذ فبراير/ شباط الماضي.
وقال بوتين، في كلمة وجهها للشعب الروسي، إن أنشطة التعبئة الجزئية ستبدأ اعتباراً من اليوم الأربعاء 21 سبتمبر/ أيلول الجاري، وتشمل قوات الاحتياط والمواطنين الذين يمتلكون خبرة في القتال.
وأضاف: “الجميع سيخضع لاختبارات وتدريبات تستند إلى الخبرة المكتسبة خلال العملية العسكرية الخاصة”.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أنه أصدر أوامر لبدء تنفيذ قرار التعبئة الجزئية، مضيفاً: “لقد وقعت على التوجيهات، وتم تحديد المهام لجميع المواضيع، وصدرت تعليمات هيئة الأركان العامة بشأن تنفيذ إجراءات التعبئة”.
وأضاف لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية أن المواطنين الذين ستتم تعبئتهم سيكون لهم صفة “جنود متعاقدين” وبنفس مستوى الأجور.
فيما أوضح شويغو في مقابلة له مع قناة “روسيا 24” أن الهدف من هذا القرار هو إحكام السيطرة على الأراضي التي سيطرت عليها روسيا خلال حربها على أوكرانيا.
وأشار إلى أن “هناك حاجة إلى تعبئة جزئية لضمان السيطرة على خط الألف كيلومتر من التماس وضمان أمن الأراضي المحررة”، مؤكداً أن قرار التعبئة لن يشمل الطلاب، وكذلك لن يتم إرسال المجندين إلى منطقة العمليات الخاصة.
ومن المتوقع استدعاء 300 ألف جندي احتياطي، وهو ما يمثل 1% من قوات الاحتياط، بحسب شويغو.
ردود فعل دولية
أحدث قرار بوتين ردود فعل دولية، حيث اعتبرت بريطانيا أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد الوضع في أوكرانيا بشكل مقلق.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، جيليان كيغان، “بالطبع، سندعم أوكرانيا، وكذلك جميع حلفائنا في الناتو. بعض التصريحات في النهاية مقلقة (تصريحات بوتين)، وندعو إلى ضبط النفس”.
من جانبها، اعتبرت الولايات المتحدة أن قرار التعبئة الجزئية في روسيا هو “مؤشر ضعف”، وقالت سفيرة واشنطن لدى أوكرانيا، بريدجت برينك، عبر حسابها في “تويتر” إن “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي”.
وأضافت أن بلادها ستستمر في “دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة”.
Sham referenda and mobilization are signs of weakness, of Russian failure. The United States will never recognize Russia's claim to purportedly annexed Ukrainian territory, and we will continue to stand with Ukraine for as long as it takes.
— Ambassador Bridget A. Brink (@USAmbKyiv) September 21, 2022
أما ألمانيا، وصفت هذا القرار بـ “الخطوة الخاطئة”، وأعربت عن قلقها من تصعيد الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال نائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، “سنقيّم هذا من وجهة نظر سياسية، ونناقش كيفية الرد على ذلك”.
ويأتي قرار التعبئة الجزئية في وقت شهدت فيه خريطة السيطرة تقدماً للقوات الأوكرانية على حساب القوات الروسية، خاصة في خاركيف ومناطق أخرى سيطرت عليها روسيا خلال حربها الأخيرة.
وتشن روسيا حرباً على أوكرانيا، منذ فبراير/ شباط الماضي، وسط تنديد دولي، وتصف روسيا ما تقوم به بأنه عملية عسكرية خاصة لنزع سلاح جارتها وطرد الزعماء الذين تسميهم النازيين الجدد، بينما تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن هذه مجرد ذريعة واهية لغزو بلد يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة.
ما المقصود بالتعبئة الجزئية؟
تشمل التعبئة الجزئية مناطق محددة من البلاد التي تخوض السلطات فيها حرباً داخلية أو خارجية، وتتم التعبئة في المناطق القريبة من مسرح الأعمال القتالية وتشمل المواطنين فيها.
ويتم تركيز خلال التعبئة الجزئية على الأفراد الذين يمتلكون خبرة في الأعمال القتالية والعسكرية، والذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 43 عاماً، أو حسب القوانين السائدة في كل بلد.
فيما تُطبّق التعبئة العامة في جميع أنحاء البلاد دون استثناء، ويرافقها الإعلان عن حالة الطوارئ العامة.
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن التعبئة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.