بدأت الشرطة الألمانية التحقيق مع رجل بشأن مجموعة مشبوهة من القطع الأثرية القديمة التي تعود لمنطقة الشرق الأوسط، بعضها يعود لسورية.
وقالت خدمة التحقيقات الجنائية في ولاية بادن فورتمبيرغ، أمس الأربعاء، إن الشرطة عثرت بحوزة الرجل على لوح مسماري عمره آلاف السنين يعود لحضارة إيبلا في سورية، ورجحت أنه سرق من متحف سوري.
وأضافت أن الرجل الألماني ادعى أنه حصل على اللوح المسماري من مجموعة بافارية قديمة بهدف الاستثمار وإعادة بيعه لاحقاً، لكن مكتب التحقيق قال إن هذا الادعاء “كاذب”.
وأوضح: “كشفت التحقيقات أن القطعة الأثرية ربما تم استيرادها بشكل غير قانوني إلى ألمانيا… بعد سرقتها من المتحف في إدلب بسورية عام 2015”.
وخلال التحقيق، قام المحققون بتفتيش منزل الرجل في هايلبرون وعثروا على لوح مسماري آخر ومجموعة من تماثيل الأوشابتي، وهي تماثيل صغيرة من الحجر الرملي تستخدم في طقوس الجنازة المصرية القديمة.
وبحسب خدمة التحقيقات فقد صادرت الجهات المختصة جميع المضبوطات الأثرية، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة حول الحادثة.
وبحسب تقارير ألمانية، تحظى التحف الأثرية من حضارة إيبلا القديمة بشعبية كبيرة بين هواة جمع التحف، خاصة الألواح المنقوشة بنظام الكتابة المسمارية التي يعود تاريخها إلى ما بين 2350 و2250 قبل الميلاد.
ومنذ عام 2011، تعرضت الآثار السورية للسرقة والنهب والدمار نتيجة العمليات العسكرية والاقتتال، حيث تم ضبط العديد من القطع الأثرية السورية خارج سورية خلال السنوات الماضية.
كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، عام 2015، من انتشار عمليات التنقيب “غير المشروعة” عن الآثار في سورية.
وقالت رئيسة المنظمة حينها، إيرينا بوكوفا، إن صور الأقمار الصناعية وتدفق قطع أثرية إلى أسواق غير مشروعة يؤكدان “نهباً واسع النطاق” و”القيام بعمليات حفر غير مشروعة” في سورية.
ووجهت “يونيسكو” اتهامات لتنظيم “الدولة الإسلامية” بسرقة الآثار لتمويل عملياته في سورية والعراق، إلى جانب تدميره عدد من المعابد والمواقع الأثرية، فيما يرقى لـ “جريمة حرب”، على حد تعبيرها.
وكان مدير المتاحف والآثار في حكومة النظام السوري، محمد نظير عوض، صرّح عام 2022 أنه “من الصعب تتبع القطع الأثرية المنهوبة في سورية”.
مرجعاً السبب إلى أن “السلطات السورية لا تملك هوية تلك القطع”.
وتقدر حكومة النظام السوري عدد القطع الأثرية المفقودة بنحو مليون قطعة، بحسب عوض.