أعلنت 3 منظمات غير حكومية أنها قدمت شكوى في روسيا ضد 6 من مرتزقة مجموعة “فاغنر”، وهي مؤسسة أمنية روسية، في قضية مقتل شاب سوري عام 2017 بطريقة “وحشية”.
ونشرت المنظمات الثلاث بياناً مشتركاً، اليوم الاثنين، وجاء فيه أن “هذه الدعوى تُعتبر المحاولة الأولى من نوعها من قبل عائلة ضحية سورية لمحاسبة المشتبه بهم الروس على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سورية”.
والمنظمات هي: “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” (SCM)، و”الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان” (FIDH)، و”مركز ميموريال لحقوق الإنسان”.
وأضافت في بيانها أن الشكوى تطالب بالشروع في إجراءات جنائية على أساس جريمة قتل ارتكبت باستخدام القسوة المفرطة.
وتابع البيان: “بهدف إثبات مسؤولية الجناة المزعومين في الأفعال المنسوبة إليهم عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، بما في ذلك جرائم حرب”.
من هو الشاب السوري؟
وكانت صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية المستقلة قد كشفت عام 2018 عن تسجيل مصور أظهرت فيه عدداً من “المرتزقة الروس” (فاغنر) يعذبون شاباً سورياً في منطقة بريف حمص الشرقي.
وأكدت شبكات محلية سورية في ذلك الوقت أن الشخص الذي ظهر في التسجيل هو حمادي طه البطة، والذي ينحدر من محافظة دير الزور.
وأضافت الشبكات، بينها “الرقة تذبح بصمت” أن حمادي (32 عاماً) تعرض للتعذيب على أيدي المقاتلين الروس، بعد أن عاد من لبنان إلى سورية، وأُجبر على الانضمام إلى صفوف قوات النظام في ذلك الوقت.
وتخضع المنطقة التي تعرض فيها الشاب السوري للتعذيب خلال الفيديو المسرب لسيطرة قوات النظام وحلفائها الروس.
ويعود تاريخ الفيديو إلى عام 2017، لكن تم تسريبه من قبل “فاغنر” الروسية، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل إعلام روسية.
وفي التسجيل المصور الذي اطلعت عليه “السورية.نت” كان هناك رجالاً يتحدثون اللغة الروسية ويضربون الشاب “حمادي” بمطرقة ثم يقطعون أوصاله لينتهي المشهد برشه بالوقود قبل إضرام النار في جسده، فيما كان رأسه معلّقاً على عمود.
3- Hamadi from “Alkhorayta” village in #DeirEzZur countryside, he was in #Lebanon and got arrested when he get back to #Syria.#Russia #US pic.twitter.com/U6UPrL7TTQ
— الرقة تذبح بصمت (@Raqqa_SL) November 17, 2019
روسيا تنفي
وفي أواخر عام 2019 وبعد أشهر من تسريب التسجيل المصور نفت وزارة الخارجية الروسية علاقتها به، معتبرة أنه يهدف لـ”تشويه سمعة القوات الروسية”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة “سبوتنيك”، في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 إن “الفيديو المنشور في وسائل إعلام عن مقتل مواطن سوري، لا يمت بصلة للعملية العسكرية الروسية في سورية، ولا للقوات الروسية الموجودة هناك”.
وعلق بيسكوف على الفيديو، مضيفاً: “أولاً، أنا لا أعلم عم تتحدثون، لكن وفقاً لما قلتموه، على شاكلة (يبدو)، و(احتمال)، وما إلى ذلك، أنا على يقين أن هذا لا يمت بصلة لعملية القوات العسكرية الروسية في سورية”.
“مجموعة فاغنر”، التي تتألف في الغالب من مواطنين روس خاضعين للسيطرة الفعلية للاتحاد الروسي، كانت نشطة لعدة سنوات في عمليات قتالية في مناطق مختلفة، بما في ذلك في سورية.
ووردت تقارير عديدة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ارتكبتها المجموعة ضد المدنيين، وباستخدام القسوة المفرطة في بعض الأحيان.
وحسب ما جاء في بيان المنظمات الثلاث فإن “الوضع القانوني الغامض لمجموعة فاغنر بموجب القانون الروسي وإنكار الروابط الواقعية التي تشير إلى اعتمادها الكامل على السلطات الروسية، هو وسيلة لروسيا للتنصل من المسؤولية الدولية عن الجرائم التي ارتكبها أعضاء مجموعة فاغنر”.
صورة تظهر عناصر من مرتزقة شركة فاغنر الروسية يمثّلون بأحد ضحاياهم على نحوٍ مشابهٍ لتنظيم داعش الإرهابي#سورياhttps://t.co/ejESztsDst pic.twitter.com/tA2dqHYfV2
— الشبكة السورية (@SN4HR) April 26, 2020