أثار حضور بشار الأسد القمة العربية في جدة اهتمام مسؤولين إسرائيليين كبار، ما دفعهم لتقديم تقييمات نشرت تفاصيلها صحيفة “يديعوت أحرنوت”.
وانقسمت التقييمات بين مسارين، الأول ارتبط بالتعاطي العربي مع الأسد، والثاني بمآلات “فك العزلة” على الضربات التي تنفذها إسرائيل في سورية باستمرار.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع، يوآف غالانت، اليوم السبت قوله إن “الدول العربية ارتكبت مخالفات أخلاقية غير مسبوقة”.
واتهم غالانت المجتمع الدولي بغض الطرف “عن الأسد المسؤول عن قتل مئات الآلاف من المدنيين”.
وإسرائيل كما هو الحال بالنسبة لنظام الأسد والشعب السوري ارتكبت على مدى عقود جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين، وما تزال تواصل هذه الممارسات حتى الآن.
وذكرت “يديعوت أحرنوت” أن “إسرائيل تابعت عودة سورية إلى الجامعة العربية باهتمام كبير، وجرت مناقشات خلال الفترة الأخيرة بشأنها في جميع الأجهزة الأمنية”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة إن عودة الأسد إلى الجامعة العربية وحضوره القمة “لن يؤثر على عمليات المعركة بين الحروب”.
“إما أو”
والوصف المذكور يطلق على الضربات التي تنفذها إسرائيل في سورية باستمرار، وتستهدف بحسب روايتها مراكز ومقرات تتبع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وميليشياته المنتشرة في عموم المناطق السورية.
ووفقاً للتقييمات التي نقلتها الصحيفة “إذا اتجه الأسد إلى تقليص اعتماده على إيران وحزب الله سيكون ذلك تطوراً إيجابياً”.
أما “إذا اختار أن يظل ملتزماً بالمحور الراديكالي، فإن الدول المستعدة الآن لقبوله مرة أخرى في حظيرتها ستعود لترى فيه ما رأته في العقد الماضي”.
وتشير الصحيفة إلى أن “التقدير في إسرائيل أن حضور الأسد القمة هو تطور سيئ على المدى القصير والمتوس ، لأن عودته إلى الوطن العربي تخرجه من عزلته، وتجعل أي هجوم إسرائيلي عليه أقل شرعية”.
ماذا تضمن بيان جدة؟
وأصدرت القمة العربية في دورتها العادية الـ32، إعلاناً ختامياً تحت عنوان “إعلان جدة”، تطرق إلى عدد من المواقف بشأن الأزمات في المنطقة والعالم.
وتناول “إعلان جدة” وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية، 11 بنداً رئيسياً بعضها أعلن مواقف من الأزمات، لا سيما في السودان وسورية وأوكرانيا، فضلا عن القضية الفلسطينية.
وشهدت “قمة جدة” مشاركة رفيعة وغير مسبوقة من القادة العرب، وبمشاركة أولى لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد غياب عن القمم السابقة منذ 2011.
كما حضرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أول زيارة له لبلد عربي والمملكة منذ بداية الأزمة بين موسكو وكييف في فبراير/ شباط 2022.
ورحب “إعلان جدة” بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، الذي تضمن استئناف مشاركة وفود النظام السوري في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها.
وجاء فيه “نأمل أن يسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية، ويحافظ على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي، وأهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سورية على تجاوز أزمتها اتساقاً مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة”.