أجرى قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، إسماعيل قاآني زيارة إلى سورية، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام، فيما نشرت صورة له على إحدى الجبهات التي تعمل عليها ميليشياته.
وتأتي زيارة قاآني غير المعلنة رسمياً “للاطلاع على الأوضاع الميدانية في سورية”.
وقال موقع قناة “المنار” الممولة من إيران، اليوم السبت، إنه وخلال زيارته “أجرى قائد فيلق القدس جولة على نقاط عسكرية متقدمة للاطلاع من مسافة قريبة على الجهوزية القتالية”.
ونقل الموقع عن قاآني قوله إن “أعداء إيران وسورية يعرفون جيداً أن المبادرة في المنطقة بيد محور المقاومة”.
ومن المتوقع أن ينتقل قائد “فيلق القدس” إلى بيروت، بعد الانتهاء من جولته “على الجبهات السورية”، حسب مصادر إعلامية أخرى.
وسبق وأن زار قاآني سورية، وكان قبل ثلاثة أشهر قد جال في مدينتي حلب واللاذقية، وفي أعقاب كارثة زلزال فبراير المدمّر.
وتجوّل حينها قاآني في عدة أحياء بمدينة حلب، وبعد ذلك اتجه إلى مدينة اللاذقية، ملتقياً المحافظ فيها ومسؤولين آخرين، في خطوات استبقت زيارة رأس النظام السوري إلى المناطق المنكوبة بخمسة أيام.
من هو قاآني؟
وإسماعيل قاآني مواليد 8 أغسطس/ آب 1957 في مدينة مشهد، وكان قبل مقتل سليماني الرجل الثاني في قيادة “الحرس الثوري”، والمشرف على متابعة تسليحه.
وشارك قاآني في الحرب العراقية- الإيرانية، وتولى قيادة فرق أثناء الحرب، قبل أن يشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات الحرس، ثم نائباً لـ”فيلق القدس”.
وعندما تولى قاسم سليماني قيادة الفيلق عام 2012، وضعت وزارة الخزانة الأميركية اسمه على لائحة العقوبات الخاصة بها، فيما هدد برايان هوك، المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، في مقابلة صحافية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، باغتيال قاآني “إذا سار على نهج قاسم سليماني”.
ماذا وراء زيارته لسورية؟
ونادراً ما تخرج تعليقات إيرانية عن أسباب الزيارات المتكررة لقاآني إلى سورية، وكذلك الأمر بالنسبة للبنان التي يعتبرها “خط الدفاع عن محور المقاومة”.
لكن وسائل إعلام لبنانية أشارت إلى أن زيارته الحالية إلى سورية ومن ثم إلى بيروت تأتي “في وقت يحاول فيه أعداء البلدين معرفة الأعمال التي يديرها العميد قاآني في، سيما في هذه المرحلة الحساسة“.
وكانت معلومات قد ترددت في الأيام الماضية عن نية الميليشيات الإيرانية التصعيد ضد القوات الأمريكية في سورية، وبالتنسيق مع الجانب الروسي.
وما سبق تطرقت إليه وسائل إعلام أمريكية، وأكده مسؤولون أمريكيون لأكثر من مرة، منذ شهر يوليو الماضي.
وقال مسؤول أمريكي لـ”المونيتور” في 15 من يوليو الماضي إن “روسيا تحاول إخراج الولايات المتحدة من المجال الجوي السوري بينما يواصل الحرس الثوري الإيراني تدفق الأسلحة المستخدمة لمهاجمة القواعد الأمريكية داخل البلاد”.
وأضاف المسؤول أن “المؤشرات تقود إلى أن القادة العسكريين الروس في سورية ينسقون بهدوء مع الحرس الثوري الإيراني بشأن خطط طويلة الأجل للضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد”.
وأوضح: “هناك تلاقي مصالح بين هذه المجموعات الثلاث الإيرانيين والروس والسوريين”.