توصلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ونظام الأسد إلى اتفاق قضى بإنهاء الحصار المتبادل لكليهما في محافظة الحسكة وحيين بمدينة حلب.
ونقلت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية عن محافظ الحسكة، غسان خليل قوله، اليوم الجمعة، إنه “سيتم رفع الحصار المفروض على مركزي مدينتي الحسكة والقامشلي خلال الساعات القليلة القادمة وستعود الأوضاع إلى حالتها الطبيعية”.
وذلك ما أكدته مصادر إعلامية مقربة من “قسد”، مضيفة أن دوريات قوى الأمن الداخلي “أسايش” فتحت، مساء الخميس، جميع الطرقات التي أغلقت مؤخراً، والمؤدية إلى المربع الأمني في مدينة الحسكة.
وأشارت المصادر إلى أن الخطوة جاءت بالتزامن مع فك “الفرقة الرابعة” للحصار الذي فرضته قبل أسابيع على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب.
وأوضح موقع “نورث برس” المحلي أن كمية محدودة من مادة الطحين دخلت، الخميس، إلى الحيين، بعد انقطاع دام حوالي 24 يوماً.
ونقل الموقع عن مصدر مسؤول في حي الشيخ مقصود إنه “تم دخول 32 طن من الطحين إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية عند الساعة الثانية عشر ظهراً”.
وذكر المصدر، أن “كمية الطحين الداخلة إلى الأحياء تكفي لإنتاج الخبز ليوم واحد فقط”، مضيفاً بأن الأفران السبعة المتواجدة في الأحياء ستعود للعمل اليوم وسيتم توزيع الخبر، صباح الجمعة.
من جهته أكد مدير فرع السورية للمخابز، عبد الله الهصر وصول كمية 40 طن من مادة الطحين إلى مخبز الحسكة الأول الآلي “المساكن”.
وأضاف الهصر أن المخبز سيباشر عمله الاعتيادي دون توقف اعتباراً من صباح يوم الجمعة، وسيستمر حتى خلال عطلة الصيانة الأسبوعية يوم بعد غد السبت، وفترة عطلة عيد الفطر المقبلة.
وتسيطر “قسد” على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي على طريق “الكاستيلو”، منذ عام 2013، ونصبت حواجز عند مداخلها، ومنعت قوات النظام وميليشياته من الدخول.
في المقابل وعلى الرغم من السيطرة الخالصة لـ”قسد” على الجزء الشرقي من سورية منذ سنوات، إلا أن نظام الأسد احتفظ بوجود أمني محدود له، ضمن مربعين أمنيين في القامشلي ومركز الحسكة.
وتتبع للنظام السوري أيضاً مؤسسات حكومية، مثل “دائرة السجل المدني” و “القصر العدلي” و “مديرية المالية” بالقرب من الكراج السياحي، إضافة إلى مطار القامشلي الذي تسيطر عليه القوات الروسية بشكل كامل.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتوتر فيها العلاقات بين الجانبين، إذ سبق وأن تطورت العلاقة بينهما لاشتباكات مسلحة، أسفرت عن قتلى وجرحى، في فبراير / شباط 2021.
وتبادل الجانبان حينها “اتهامات التحريض”، فيما بقي الباب مفتوحاً دون التوصل إلى أي “اتفاق واضح”، وذلك اعتبارات تتعلق برؤية كل طرف للآخر، على الرغم من قنوات الحوار التي لم تغلق خلال السنوات الماضية، بحسب تأكيداتهما.
ولطالما دعت “الإدارة الذاتية” و”قسد” النظام السوري لجولات حوار وتفاوض، وهو ما رفضه الأخير على العلن، فيما تؤكد روايته الرسمية على أن من يسيطر على مناطق شمال وشرق سوريا “ميليشيات”.
ورغم ذلك استمرت علاقة تحالف تكتيكي بين “وحدات حماية الشعب” (عماد قسد العسكري) والنظام السوري على مدى سنوات، كما ربطتهما صلات تجارية مربحة تتعلق بالنفط.