أكد نظام الأسد بشكل غير رسمي زيارة مسؤول أمريكي إلى العاصمة السورية دمشق، من أجل إجراء مفاوضات حول “محتجزين أمريكيين”، كانوا قد اختفوا منذ مطلع أحداث الثورة السورية.
وجاء التأكيد ضمن معلومات نشرتها صحيفة “الوطن” الموالية، اليوم الاثنين، قالت فيها إن كلاً من “روجر كارستينس”، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون المخطوفين، و”كاش باتل” مساعد الرئيس الأميركي ومدير مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض زارا دمشق، في آب الماضي، واجتمعا بعلي مملوك رئيس مكتب “الأمن الوطني” في مكتبه بدمشق.
وأضافت الصحيفة أن الطرفان ناقشا “سلة واسعة من المسائل، حملت جملة من العروض والطلبات”.
واللافت وفق ما ذكرته الصحيفة هو أن الزيارة الحالية للمسؤولين الأمريكيين إلى دمشق ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها ثلاث زيارات “سرية” مشابهة إلى دمشق، خلال الأشهر والسنوات الماضية.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” كشفت، اليوم، أن المسؤول الأمريكي “كاش باتيل” زار دمشق، مؤخراً لـ”تأمين إطلاق سراح أمريكيّين على الأقل كان نظام الأسد قد احتجزهما”، في مطلع أحداث الثورة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أملهم بأن تؤدي الصفقة مع الأسد إلى إطلاق سراح المحتجز أوستن تايس، وهو صحفي مستقل وضابط سابق في مشاة البحرية.
وإلى جانبه يوجد محتجز أمريكي آخر لدى نظام الأسد يعرف بـ”مجد كمالماز”، وهو معالج سوري- أمريكي، وكان قد اختفى بعد أن تم إيقافه في نقطة تفتيش تابعة لنظام الأسد في عام 2017.
طلبات من النظام
وحتى ساعة إعداد هذا التقرير لم يصدر أي تعليق من الجانب الأمريكي حول زيارة المسؤولين إلى دمشق.
كما لم يصدر أي بيان رسمي من نظام الأسد يؤكد الزيارة، اللافتة، ولاسيما أنها الأولى منذ أكثر من عقد، وفق ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
وزعمت صحيفة “الوطن” أن المسؤولَين الأميركيين “فوجئا بذات الموقف السوري الذي يقوم على مبدأ أنه لا نقاش ولا تعاون مع واشنطن، قبل البحث بملف انسحاب القوات الأميركية المحتلة من شرقي سورية، وظهور بوادر حقيقية لهذا الانسحاب على الأرض”.
وأضافت أن “دمشق رفضت مناقشة العقوبات الأميركية على سورية قبل مناقشة ملف الانسحاب الأميركي من الأراضي السورية”.
وقالت الصحيفة إن النقاش الدائر بين المسؤولين الأمريكيين والتابعين لنظام الأسد لم يقتصر فقط على المختطفين، بل تعدى إلى مسألة رفع العقوبات المفروضة على الأسد، بموجب قانون “قيصر”.
عباس إبراهيم في دور الوسيط
ويأتي الكشف عن زيارة المسؤول الأمريكي إلى دمشق بعد زيارة مدير الأمن اللبناني، عباس إبراهيم إلى واشنطن، في الأيام الماضية، وفق ما قالت وسائل إعلام أمريكية، بينها وكالة “بلومبيرغ”.
ووفق التقرير الذي نشرته الوكالة، السبت الماضي، فإن إيراهيم أجرى محادثات مع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية في واشنطن، بالتزامن مع سعيها لحل نزاع الطاقة بين لبنان وإسرائيل، والإفراج عن الصحفي الأمريكي “أوستن تايس”، المختطف في سورية.
وفي وقت سابق من العام الماضي كان إبراهيم قد لعب دوراً بارزاً في الإفراج عن المواطن الأمريكي، سام غودوين، الذي كان محتجزاً لدى نظام الأسد، والذي لم تفصح واشنطن عنه بدورها، إلا بعد إطلاق سراحه.
ويبلغ عدد المفقودين الأمريكان في سورية حوالي ستة، حسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، في آذار 2019.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن نظام الأسد هو من يحتجزهم على الرغم من رفضه الاعتراف بهم.
وتنفي حكومة الأسد أي علاقة باختطاف المواطنين الأمريكان في سورية، إذ قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، عام 2016، إن “أوستن تايس ليس موجوداً لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به”.