نظمت الكوادر الإنسانية والطبية في شمال غرب سورية، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية، قرب المشفى الذي تعرض للقصف في مدينة عفرين قبل أيام، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الذي أدى لمقتل 15 مدنياً وإصابات عشرات آخرين.
وحمل المشاركون لافتات كتبوا عليها “الإرهاب لا دين له” و”العمال الإنسانيون ليسوا هدفاً”، داعين لمحاسبة الضالعين بالهجوم الذي استهدف المشفى بشكل مباشر.
وكانت مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، شهدت مجزرة السبت الماضي، بعد تعرضها لقصف صاروخي، قال الدفاع المدني إنه أسفر عن مقتل 15 شخصاً.
وأكد الدفاع المدني أن “القصف استهدف الأحياء السكنية، وعندما هرع متطوعو الخوذ البيضاء والعمال الإنسانيين لإنقاذ المدنيين، وبعد وصولهم إلى مشفى الشفاء في المدينة، تجدد الاستهداف لنفس المنطقة وللمشفى التي أسعف إليها الضحايا”.
وأسفر القصف عن مقتل 15 شخصاً، منهم أربعة نساء وطفل، و7 رجال، و3 مجهولو الهوية من بينهم اثنان من الكوادر الطبية من منظمة “سامز”، واثنان من العمال الإنسانيين من منظمة “شفق”، كما أصيب 42 مدنياً (13 امرأة، و5 أطفال، و25 رجلاً) ومن بينهم 11من الكوادر الطبية و3 من متطوعي الدفاع المدني السوري.
هدف الوقفة
وقالت منظمة “شفق” إن هدف الوقفة الاحتجاجية “تعزية بالعاملين الإنسانيين و الطبيين العاملين مع منظمات التحالف الذي استشهدوا في الهجوم الأخير على مشفى الشفاء في عفرين والتعبير عن قدرة المنظمات السورية وجاهزيتها للاستجابة والتأكيد على أن العاملين في المجال الإنساني يفعلون كل ما في وسعهم لتقديم العون والمساعدة لتخفيف معاناة أهلنا في الشمال السوري خصوصا النازحين و التأكيد على ضرورة حماية و تحييد العاملين الإنسانيين و المنشأت المدنية و الطبية”.
من جهته قال قائد فريق مشاريع الاستجابة الطارئة، مالك العبد الله، إن منظمات “إحسان للإغاثة والتنمية” و”شفق” و”جمعية الأيدي البيضاء” و”جمعية عطاء” إضافة إلى منظمات أخرى، شاركت في الوقفة الاحتجاجية.
وأضاف العبد الله أن “المشاركين وجهوا في هذه الوقفة رسائل حول وجوب محاسبة مرتكبي الجرائم ضد المدنيين والكوادر الإنسانية، والتأكيد على أنهم ليسوا هدفاً، واستهدافهم انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان”.
وصدرت خلال الأشهر الماضية عدة تقارير تتحدث عن استهداف عمال الإغاثة في شمال غرب سورية، سواء كان بضربات جوية أو سيارات مفخخة وعبوات ناسفة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، مطلع العام الحالي، تشكيل ما أسمته “لجنة استشارية عليا مستقلة” لحماية المرافق والعاملين في المجال الإنساني من الهجمات في سورية.