تتواصل الاتهامات بين روسيا والولايات المتحدة، حول انتهاك بروتوكول “سلامة الطيران” في الأجواء السورية، الأمر الذي وصفته تقارير غربية بأنه “اختبار قوى” من الطرفين.
وفي تقرير لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية، اليوم الجمعة، قالت فيه إن الولايات المتحدة لم تتمكن من ردع السلوك “غير المهني” لروسيا في سورية.
مضيفةً أن المقاتلات الروسية تواصل التحليق بالقرب من الطائرات الأمريكية، ومضايقة القوات الأمريكية هناك، ما يعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر، حسب تعبيرها.
“لا خوف من العواقب”
ونقلت الصحيفة عن مدير تحرير مجلة “لونج وور جورنال”، بيل روجيو، قوله إن “الروس يحاولون مضايقة جهود الولايات المتحدة وجهود المراقبة العسكرية داخل سورية”.
وأضاف: “الروس يحاولون الضغط على واشنطن من أجل مغادرة سورية، ولكي يكتسب الروس مكانة أكبر هناك”.
وتابع: “لا يوجد الكثير مما يمكن للولايات المتحدة فعله لردع الإجراءات الروسية”.
محذراً من أن “أي احتكاك مباشرة مع القوات الروسية قد يؤدي إلى تصعيد مدمر”.
وبحسب “فوكس نيوز”، فإن القوات الروسية اختبرت نظيرتها الأمريكية مرات عدة في سورية، “دون خوف من العواقب”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي لـ “فوكس نيوز” إن الإجراءات الروسية الأخيرة “تنتهك البروتوكولات المعمول بها والمعايير الدولية، وتهدد سلامة الأفراد الأمريكيين والروس”.
وخلال الأسابيع الماضية تراشقت الدولتان الاتهامات حول انتهاك “سلامة الطيران” في سماء سورية.
إلا أن الأمر تطور مؤخراً، ووصل إلى الاحتكاك بين الطائرات الأمريكية والروسية، حسبما أعلنت القوات الجوية الأمريكية.
ونتيجة لـ”مضايقات” الطيارين الروس، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الشهر الماضي، نشر طائرات مقاتلة متطورة من طراز “F-22” في الشرق الأوسط.
وتعليقاً على ذلك، قال مدير تحرير مجلة “لونج وور جورنال” إنه إذا تجاهل الروس نشر هذه المقاتلات، فإنه ليس هناك سوى القليل الذي يمكن فعله”.
متحدثاً عن “التشويش على الطائرات الروسية، وإطلاق رصاصة في الهواء، وأشياء من هذا القبيل”.
ولفت إلى أن هذا الأمر “خطر جداً أيضاً”.
“ضغط روسي للانسحاب”
في تقرير آخر لموقع “نيوز ويك”، أمس الخميس، قال فيه إن روسيا تتجاهل وتتحدى بروتوكولات “عدم التضارب” التي وقعتها مع الولايات المتحدة قبل سنوات.
وأضاف أن المقاتلات الروسية استمرت بمضايقة الطائرات الأمريكية في سورية “رغم التحذيرات”، ما أجبر الطائرات الأمريكية على القيام بمناورات مراوغة.
وأبلغت القيادة المركزية الأمريكية عن خمس حوادث منفصلة خلال الأيام الـ 12 الماضية.
وتساءل التقرير عن السبب وراء هذا التصرف “العدواني” لروسيا.
مضيفاً أن روسيا “تريد بالفعل مغادرة قرابة 900 جندي أمريكي في سورية بعد 8 سنوات من الوجود على الأرض”.
لكن “من المحير أن تعتقد موسكو أن الضغط العسكري من شأنه أن يجبر واشنطن على الانسحاب”.
مضيفاً أن واشنطن قد تفعل العكس تماماً وتعزز من وجودها في سورية، عبر نشر المزيد من القوة، كإجراء احترازي.
وختم بالقول: “طالما بقيت الولايات المتحدة في سورية، ستستمر أنواع الحوادث الجوية التي شهدناها يومياً تقريباً مع الروس خلال الأسبوع الماضي”.
وكانت واشنطن وموسكو وقعتا عام 2015 مذكرة تفاهم، تضمنت عدة خطوات لتجنب الاشتباك الجوي فوق سورية.
وبموجب اتفاق عدم التضارب يجب ألا تقترب المقاتلات الروسية من الأمريكية أقل من 3 أميال (كل ميل يعادل 5280 قدم).
واستخدمت واشنطن وموسكو “خط عدم التضارب” لتجنب أي حوادث محتملة.
وذلك عندما تكون القوات الأمريكية في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، حيث تعمل القوات الروسية أيضاً.