بعدما أبلغت شبكات محلية عن انفجارات هزّت عدة مناطق على طرفي الحدود السورية-العراقية واستمر دويها لـ30 دقيقة نشرت الولايات المتحدة الأمريكية بياناً فجر السبت أعلنت فيه تنفيذ المرحلة الأولى من الرد على هجوم “البرج 22”.
واستهدفت ضربات جوية شاركت في تنفيذها قاذفات بعيدة المدى حسب بيان لـ”القيادة المركزية الأمريكية” 85 هدفاً في سورية والعراق، وقالت إنها تتبع لـ”فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وميليشياته النشطة هناك.
“المنشآت التي تم قصفها شملت عمليات القيادة والسيطرة والمراكز ومراكز الاستخبارات والصواريخ والقذائف ومخازن المركبات الجوية بدون طيار”، وفق القيادة الأمريكية.
وأضافت أن القصف طال أيضاً “المرافق اللوجستية وسلسلة توريد الذخيرة لمجموعات الميليشيات ورعاتها من الحرس الثوري الإيراني الذين سهلوا الهجمات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف”.
CENTCOM Statement on U.S. Strikes in Iraq and Syria
At 4:00 p.m. (EST) Feb. 02, U.S. Central Command (CENTCOM) forces conducted airstrikes in Iraq and Syria against Iran’s Islamic Revolutionary Guards Corps (IRGC) Quds Force and affiliated militia groups. U.S. military forces… pic.twitter.com/HeLMFDx9zY
— U.S. Central Command (@CENTCOM) February 2, 2024
ماذا قال المسؤولون في واشنطن؟
جاءت الهجمات بعد أسبوع تقريباً من إعلان الولايات المتحدة أن ميليشيا مدعومة من إيران قتلت ثلاثة جنود أمريكيين وأصابت أكثر من 40 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من الحدود الأردنية السورية.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن بعد تنفيذ الضربات في سورية والعراق إن رد الولايات المتحدة على هجوم نهاية الأسبوع الماضي “بدأ اليوم” وسيستمر “في الأوقات والأماكن التي نختارها”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم، ولكن ليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا هذا: إذا ألحقتم الأذى بأمريكي، فسنرد”.
وأكد وزير الدفاع، لويد أوستن في بيان منفصل أن ضربات الجمعة كانت مجرد “بداية ردنا”.
وأضاف أوستن أن “الرئيس وجه باتخاذ إجراءات إضافية لمحاسبة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له على هجماتهم على القوات الأمريكية وقوات التحالف”.
بدوره أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي في مؤتمر صحفي أن الضربات استهدفت ثلاث مناطق في العراق وأربع مناطق في سورية.
وأشار كيربي إلى أن “الولايات المتحدة لا تعرف عدد المسلحين الذين قتلوا أو جرحوا لكن البنتاغون يجري تقييما للنتائج”.
قصف عنيف يستهدف السكك في القائم وداخل البوكمال دون معرفة الاضرار pic.twitter.com/0g4JBXxVrb
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) February 2, 2024
ما الأصداء على الأرض؟
لم يعرف على وجه التحديد حجم الخسائر التي خلّفها القصف الأمريكي على مواقع في سورية وخاصة في ريف دير الزور وفي منطقة القائم بالعراق.
ومع ذلك استعرضت وسائل إعلام ومصادر أمنية بعض التفاصيل.
في شرق سورية ذكرت شبكة “دير الزور 24” أن القصف استهدف:
- مزارع الحيدرية في بادية الميادين
- موقع للحشد الشعبي في منطقة الحميدة الحدودية بين العراق وسورية
- عربة أسلحة عبرت من العراق إلى البوكمال
- مستودع لميليشيات إيران في منطقة الصناعة بالميادين
- فيلا ومقر ميليشيا فوج أبو العباس قرب دوار البلوم في مدينة الميادين
- نقطة الرادار في الجبل المطل على المطار من حي الهرابيش بريف دير الزور
- مستودع عسكري في مدينة دير الزور
- مستودعات عياش الواقعة غرب مدينة دير الزور
أما في العراق فقد أفادت مصادر عراقية بأن 5 من عناصر “الحشد الشعبي” قتلوا نتيجة الضربات الأمريكية.
ووفقاً للمصادر التي نقلت عنها وسائل إعلام فإن الضربات “استهدفت مواقع تابعة لـ”كتائب حزب الله” في بلدة القائم غربي الأنبار، وأن تلك المواقع تستخدم كمخازن للسلاح”.
وأكد المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي، اللواء يحيى رسول، تعرض مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية إلى ضربات جوية أمريكية.
واعتبر أن الضربات “خرقاً للسيادة العراقية وتقويضاً لجهود الحكومة العراقية، وتهديداً يجر العراق والمنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة”.
لكن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي كيربي أشار في بيانه إلى أن “الولايات المتحدة أخطرت الحكومة العراقية قبل الضربات لكن لم يكن لديها أي اتصال مع الحكومة الإيرانية”.
وأضاف أنه تم اختيار الأهداف بناء على معلومات استخباراتية ربطتها بهجمات ضد القوات الأمريكية وبعد التأكد من عدم وجود مدنيين في المنطقة.
ما المتوقع؟
تشير تصريحات المسؤولين الأمريكيين على رأسهم بايدن إلى أن الضربات التي تم تنفيذها تشكل البداية فقط.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أنه “سيكون هناك المزيد من الضربات المستقبل”.
ويبدو أن العملية تمثل بداية لما قال المسؤولون إنها حملة تستغرق أياماً تستهدف أهدافاً مختلفة قريبة من إيران، وفق ذات الصحيفة.
وبينما واجه الرئيس بايدن ضغوطاً من بعض المشرعين لضرب إيران من الداخل، أكد المسؤولون الأمريكيون أن الإدارة لا تريد رؤية حرب أوسع في المنطقة، حسب موقع “أكسيوس“.
وانتقد روجر ويكر، كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بايدن لتقاعسه في تكبيد إيران خسائر كبيرة بما يكفي والتأخر كثيراً في الرد، بحسب بيان نشره في موقع التواصل “إكس”.
وأضاف “أمضت إدارة بايدن ما يقرب من أسبوع في إبلاغ خصومنا بنوايا الولايات المتحدة بحماقة، مما منحهم الوقت للانتقال والاختباء”.
My statement in response to developing reports about U.S. strikes on Iran-backed targets: pic.twitter.com/QJmOgIiSjh
— Senator Roger Wicker (@SenatorWicker) February 2, 2024
ومن جهته قال جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق إن “فشل بايدن في إقامة أي درجة من الردع ضد إيران بلغ ذروته في تصرفات اليوم”.
وأضاف عبر “إكس”: “قتل الأميركيين هو خط أحمر يجب الرد عليه بضربات مباشرة على إيران، وليس وكلاءها. إنهم بحاجة إلى أن يعرفوا مدى خطورة اعتراضنا على عدوانهم”.
Biden's failure to establish any degree of deterrence against Iran culminated in today's actions. Killing Americans is a red line that should be answered with strikes directly at Iran, not proxies. They need to know the seriousness of our objection to their belligerence. Please…
— John Bolton (@AmbJohnBolton) February 2, 2024