رحب نظام الأسد بقرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استقلال إقليمي لوجانسك ودونيستك، التابعين للأراضي الأوكرانية، ليكون أول المؤيدين للقرار الذي لاقى تنديداً دولياً.
جاء ذلك على لسان وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، الذي قال إن حكومته تدعم قرار بوتين باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك، خلال كلمة ألقاها في منتدى “فالدي” للحوار بموسكو، اليوم الثلاثاء.
تأييد قبل شهرين
اعتبر المقداد أن اعتراف روسيا باستقلال “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، بمثابة “خطوة نحو الدفاع عن السلم العالمي والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والعلاقات الدولية السليمة”.
فيما تحدثت تقارير روسية أن رأس النظام السوري، بشار الأسد، أكد لبوتين استعداد دمشق للإعتراف باستقلال لوغانسك ودونيتسك، قبل صدور القرار رسمياً.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن النائب في مجلس الدوما الروسي، ديمتري سابلين، أن “الرئيس الأسد قال إن دمشق ستكون مستعدة للاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك”.
فيما ذكرت “رئاسة الجمهورية السورية” عبر معرفاتها الرسمية، اليوم الثلاثاء، أن الأسد خلال زيارة وفدٍ برلماني روسي إلى دمشق برئاسة سابلين، بتاريخ 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، طرح استعداد سورية للاعتراف بجمهورية دونيتسك وتم الاتفاق على البدء ببناء علاقات معها.
وأضافت الرئاسة أن موقف النظام ينطلق من أن “الأزمة الأوكرانية هي مشكلة أوجدتها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لتقسيم الشعوب وتقويض الأمن القومي الروسي”.
تنديد دولي وعقوبات محتملة
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن أمس الاثنين اعتراف بلاده باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليين في أوكرانيا، ووقع مرسوماً بذلك مطالباً البرلمان الروسي بالاعتراف بهذا القرار.
ويقاتل الانفصاليون في دونيتسك ولوهانسك، بدعم من روسيا، القوات الحكومية الأوكرانية منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، ودعمت إنشاء جيب انفصالي شرق أوكرانيا.
وأثار القرار الروسي ردود فعل دولية منددة، خاصة من قبل الولايات المتحدة، التي وجهت انتقاداً لبوتين واعتبرته لا يحترم احترامه القانون الدولي والأعراف الدولية، حسبما قال وزير الخارجية الأمريكية، أنطوني بلينكن، مشيراً إلى أن القرار يعتبر تعارضاً مباشراً مع التزام روسيا بالدبلوماسية.
وكذلك انتقد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قرار بوتين، واعتبره “انتهاكاً صارخاً لسيادة أوكرانيا”، فيما رأى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن هذه الخطوة “لن تمر دون رد”.
من جانبها، اعتبرت ألمانيا أن روسيا نكثت بوعودها للمجتمع الدولي، وحذرت في بيان لخارجيتها، من تصعيد عسكري روسي على أوكرانيا.
وكذلك نددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو” بقرار بوتين، الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك، معتبرين في بيانات منفصلة أنه “انتهاك صارخ” للقانون الدولي ولسيادة الأراضي الأوكرانية.
واعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قرار روسيا بشأن الإقليمين الأوكرانيين “غير مقبول”، ودعا في تصريح صحفي على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه إلى السنغال، اليوم الثلاثاء، جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي.
4 خرائط تشرح الصراع بين روسيا وأوكرانيا.. هل اقتربت “ساعة الصفر”؟
وتواجه موسكو خطر العقوبات الغربية، إذ قالت وزير الخارجية البريطانية، إليزابيث تراس:”سنعلن غداً فرض عقوبات جديدة على روسيا”، مشيرة أن العقوبات تأتي “رداً على انتهاك روسيا للقانون الدولي واعتدائها على سيادة أوكرانيا”.
فيما حذر المستشار الألماني، أولاف شولتس، موسكو من عقوبات إضافية محتملة في حال لم تتراجع عن قرارها، معلناً تعليق بلاده العمل بمشروع خط نقل الغاز الروسي لأوروبا “نورد ستريم 2” بعد قرار روسيا الاعتراف بالانفصاليين شرقي أوكرانيا.
ويتعلق التوتر القائم بين روسيا وأوكرانيا بالحدود البرية والنفوذ الاستراتيجية، حيث تعتبر موسكو أوكرانيا منطقة عازلة مهمة لحلف الأطلسي.
أما أوكرانيا فتعتبر روسيا “دولة معتدية” احتلت بالفعل أجزاء من أراضيها، لكن كييف كانت تعوّل على لجم روسيا من الدول الغربية، وتوقعت أن تحصل على دعم لحفظ سيادة أراضيها.