عبّرت “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية عن تخوفها من “خارطة الطريق” التي يجري إعدادها ضمن عملية “بناء الحوار” بين تركيا والنظام السوري.
واعتبر المسؤول فيها بدران جيا كرد، اليوم الجمعة أنها “خطر كبير وخطأ جسيم من قبل حكومة دمشق”.
وقال: “إذا تعاونت حكومة دمشق مع الدولة التركيّة، ستكون هذه سياسة خاطئة تعرّض سيادة سورية ووحدة أراضيها لخطرٍ كبير”.
وبوجهة نظر جيا كرد ستسعى روسيا إلى تطوير العلاقات بين أنقرة والنظام السوري بعد انتهاء “أستانة 20″، بما في ذلك الجوانب العسكرية والاستخباراتية والأمنية.
وأضاف أن “خارطة الطريق تضعها روسيا لخلق تقارب بين الطرفين، وستشكل العديد من التحالفات ضد شعب المنطقة والإدارة الذاتية”، حسب تعبيره.
وكانت الدول الضامنة لمسار “أستانة” (تركيا، روسيا، إيران) قد اجتمعت في أستانة بمشاركة النظام السوري، وبحثت آخر مستجدات “عملية بناء الحوار” التي بدأت في موسكو.
وفي أعقاب البيان الختامي للمحادثات العشرين قال روسيا إنها سلّمت تركيا ونظام الأسد مسودة “خارطة الطريق” لتطبيع العلاقات بينهما.
وأوضح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف أن “جميع الأطراف وافقت بشكل عام على صيغة خارطة الطريق لدفع عملية التطبيع”.
وأضاف أن الأطراف بما فيها إيران “عبرت عن وجهات نظرها ومقترحاتها” فيما يخص المسودة، مؤكداً أن الخطوة المقبلة هي تنظيم “خارطة الطريق” وتنسيقها من أجل تطبيقها.
ولم يفصح أي طرف عن مضمون خارطة الطريق والمدة التي قد يستغرق تطبيقها في سورية.
ويصر نظام الأسد على انسحاب القوات التركية من الشمال السوري قبل أي محادثات مع الجانب التركي، فيما تؤكد أنقرة على بقائها في سورية من أجل منع التهديدات الإرهابية على طول حدودها الجنوبية.
وترى تركيا في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”الإدارة الذاتية” تهديداً على أمنها القومي، في وقت يصف النظام السوري هذين المكونين بـ”الانفصاليين”.
ورغم أن محاربة “قسد” في شمال وشرق سورية وتقويض نفوذها يعتبر قاسماً مشتركاً بين أنقرة والنظام السوري، إلا أن آليات التنسيق لتفكيكها ماتزال غامضة، ولاسيما أنها تتلقى دعماً عسكرياً من جانب الولايات المتحدة الأميركية.
كما تشهد المناطق الخاضعة لـ”قسد” انتشاراً عسكرياً روسياً، وبالأخص منطقة تل رفعت التي انطلقت منها عدة قذائف خلال الفترة الأخيرة، باتجاه الداخل التركي.