كشفت وثيقة سرية النقاب عن “أقوى وحدة إيرانية في سورية” قادرة على شن هجمات على القوات الأمريكية وكذلك ضد إسرائيل، بحسب ما نقلت مجلة “نيوز ويك”.
وقالت المجلة إنها حصلت على الوثيقة من عضو في وكالة استخبارات لدولة متحالفة مع الولايات المتحدة، اليوم الجمعة.
وقال مسؤول المخابرات إن “المسؤولين الأمريكيين قد تم إطلاعهم على محتويات الوثيقة، التي تغطي وجود فرقة الإمام الحسين، المرتبطة بفيلق القدس الاستكشافي التابع للحرس الثوري الإيراني”.
ونفذت الفرقة وهي مسلحة بذخائر دقيقة التوجيه وطائرات بدون طيار وابلاً مكثفاً من هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أصابت قاعدة التنف، في أكتوبر 2021، وفقاً لمسؤول المخابرات.
وأضاف أيضاً أن الفرقة ذاتها شنت ضد إسرائيل هجوم صاروخي أرض-أرض في يناير 2019، وهجوم صاروخي في يونيو 2019 ومحاولة هجوم بطائرة بدون طيار في أغسطس 2019.
“هجمات قيد الإعداد”
وتشير المجلة إلى أن “المزيد من الهجمات ضد الحليفين قيد الإعداد من جانب فرقة الإمام الحسين”.
ونقلت عن المسؤول قوله: “إنهم يستعدون ويجمعون القدرات ليكونوا قادرين على إحداث تهديد للقوات الأمريكية في سورية وإسرائيل”.
وذكرت الوثيقة أن “فرقة الإمام الحسين” تأسست في عام 2016 تحت قيادة قائد فيلق القدس منذ فترة طويلة اللواء قاسم سليماني، والذي قُتل في غارة أمريكية في العراق في يناير 2020.
ووصفت الجماعة السرية بأنها لعبت دوراً رئيسياً في دعم نظام الأسد.
وجاء في الوثيقة أن “الفرقة تمثل قوة قتالية متعددة الجنسيات تتكون من آلاف المقاتلين من جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
“اليوم يحتفظ هيكل الفرقة بآلاف المقاتلين في الساحة السورية، ومعظم النشطاء سوريون، رغم أن بعضهم من لبنان وأفغانستان وباكستان واليمن والسودان ودول أخرى”.
وتابعت الوثيقة أن “هؤلاء العناصر وصلوا إلى سورية في إطار الحرب المقدسة ضد الإسلام المشوه وتنظيم الدولة الإسلامية، وبقوا في المنطقة تحت سيطرة فيلق القدس بعد انتهاء القتال العنيف في المنطقة”.
كما ورد في الوثيقة أن المجموعة تتكون من عدة مكونات، بما في ذلك “القوات الخاصة المجهزة بأسلحة متطورة، والقيادة والأقسام اللوجستية”.
ووصفت ترسانتها بأنها زودتها إيران مباشرة عبر طائرات الشحن التي تهبط في المطارات السورية وسفن الشحن التي تصل إلى ميناء اللاذقية على الساحل الغربي وشاحنات الحاويات المتجهة إلى سورية عبر العراق.
“مظلة تنسيق”
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة لمجلة “نيوزويك”، للتعليق على وجود “فرقة الإمام الحسين” في سورية وعلاقة إيران إنه “بعد تشكيل داعش واحتلالها لأراضي في العراق وسورية، نظمت إيران متطوعين شيعة من دول مختلفة لمحاربة الجماعة الإرهابية”.
وأضافت البعثة الإيرانية أن “المتطوعين قضوا في نهاية المطاف على حكومة داعش المعلنة من جانب واحد”.
وتابعت: “الأجندة الوحيدة وراء تشكيل المتطوعين من سورية كانت محاربة الإرهاب تحت رعاية الحكومة السورية”.
من جانبه وصف مسؤول المخابرات الذي تحدثت معه المجلة الأمريكية “فرقة الإمام الحسين” على أنها “المظلة” التي يتم من خلالها تنسيق جميع الأنشطة المتعلقة بإيران في سورية.
وأكد أن “كل ما يحدث في سورية هو الآن من اختصاص الإيرانيين وهذا التقسيم الخاص بفيلق القدس”، وأن “حزب الله على وجه الخصوص، لعب دوراً حاسماً في تشكيل فرقة الإمام الحسين”.
“من أهم الكيانات”
وأوضح مصطفى نجفي، الباحث الإيراني المتخصص في صراعات الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الإيرانية أن “الفرقة تعتبر من أهم الكيانات المرتبطة بإيران ومحور المقاومة في سورية، المعروف باسم حزب الله السوري”.
وأشار النجفي إلى فرقة الإمام الحسين على أنها “صلة عسكرية وعمليات واستخباراتية بين فيلق القدس و الفرقة الرابعة في الجيش السوري”.
وأضاف أن “قرب فرقة الإمام الحسين من الفرقة الرابعة مدرع حسّن بشكل كبير وزاد من مكانة ماهر الأسد في الجيش السوري، خاصة ضد التبعية لروسيا”.
وتابع: “تجدر الاشارة الى أن هذه القوات تدرب من قبل فيلق القدس وقوات النخبة في حزب الله اللبناني”، وأن “التمويل واللوجستيات لهذه الفرقة يتم توفيرها مباشرة من الفرقة الرابعة في الجيش السوري”.
“شيعة سورية والعلويون يشكلون قيادات وأغلبية القوات في هذه الفرقة. هذا التقسيم له دور حيوي في دفع التنسيق العملياتي والميداني لإيران مع قوات الجيش السوري، لا سيما في مكافحة الإرهاب، فضلاً عن تثبيت مواقع محور المقاومة على الحدود الغربية والجنوبية لسورية”.
كما أرجع النجفي الفضل المباشر إلى “ابتكار وإبداع اللواء قاسم سليماني” في تشكيل فرقة الإمام الحسين، قائلاً إن هدف الأخير “هو ترسيخ نفوذ فيلق القدس في هيكل الجيش السوري مع تعزيز الجيش السوري”.
وأشار إلى أن “فرقة الإمام الحسين هي أهم طبقة عسكرية وعملياتية لإيران لاختراق هيكل الجيش السوري”.
بدوره وصف المسؤول الاستخباراتي لـ”نيوز ويك” مدينة حمص بأنها “مركز رئيسي لعمليات الفرقة وقيادتها”، رغم أنها لا تزال نشطة في جميع أنحاء البلاد وتنتشر في أرياف مدينة حلب.