تشهد العاصمة الروسية موسكو، اليوم الاثنين، انطلاق المرحلة الثانية من عملية “بناء الحوار” بين أنقرة والنظام السوري، والتي تتمثل بعقد اجتماع رباعي على مستوى نواب وزراء الخارجية تنضم إليه كل من روسيا وإيران.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو في تصريحات للصحفيين إن الاجتماع سيعقد على يومين، في الثالث والرابع من شهر أبريل/نيسان الحالي.
وأضاف أنه سيستقبل في يومي 6 و7 أبريل نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لكي يناقشا الأبعاد المختلفة للعلاقات الثنائية، إلى جانب تقييم العملية السياسية في سورية، ووضع اللاجئين وزيادة المساعدات الإنسانية.
وكان من المفترض أن يعقد الاجتماع الرباعي يومي 15 و16 مارس/ آذار الماضي، إلا أنه تأجل لأسباب أرجعتها تركيا لطلبٍ روسي بالتأجيل، بسبب عدم استعدادها لاستضافة اللقاء، وفق جاويش أوغلو.
بينما ألمح رئيس النظام السوري بشار الأسد في مقابلة سابقة مع وسائل إعلام روسية إلى أن سبب التأجيل عدم قبول وفد النظام حضور الاجتماع لعدم وجود جدول أعمال واضح.
في غضون ذلك نقلت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، اليوم، عن نائب وزير خارجية نظام الأسد ورئيس الوفد إلى موسكو أيمن سوسان أنهم “سيركزون بالتحديد على إنهاء التواجد العسكري التركي على الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية”.
وذكرت الصحيفة بحسب “مصادر دبلوماسية” أن “الاجتماع الرباعي يمكن وصفه بالتمهيدي، والتعويل على نتائج إيجابية مرتبط بالضرورة بالموقف التركي إزاء المبادئ التي أعلنتها دمشق، لجهة تقديم ضمانات بالانسحاب من أراضيها ووقف دعم المسلحين”.
وقالت المصادر إن “الوصول إلى بيان مشترك ينص بشكل صريح على التزام تركي بالمبادئ التي حددتها دمشق، وعلى رأسها إنهاء التواجد العسكري على أراضيها”.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قد قال قبل أيام إن النظام السوري يحاول تخريب عملية التقارب بين الجانبين، مشيراً إلى أن اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية للأطراف الأربعة سيُعقد بعد الاجتماع الحالي على مستوى نواب الوزراء.
وأوضح قالن، في حديث مع قناة تلفزيونية تركية، أن اجتماع النواب سيناقش ثلاث قضايا رئيسية، تتمثل في “التعاون في محاربة الإرهاب، ودفع العملية السياسية في إطار مسار أستانة واللجنة الدستورية والمفاوضات بين المعارضة والنظام السوري، والعودة الكريمة والآمنة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم”.
وأضاف قالن أن الهدف من هذه الاجتماعات “حماية وحدة الأراضي السورية، والانتقال من المحادثات الفنية إلى المحادثات الاستراتيجية، لكن يجب أولاً التوافق على رؤية تأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية لبلاده، وتأمين العودة التدريجية للاجئين السوريين”.