أعلنت “الحكومة السورية المؤقتة” مدينة الباب في ريف حلب الشمالي بأنها “منكوبة”، بسبب ارتفاع معدل الإصابات بفيروس “كورونا”، وسط عجزٍ عن استقبال الحالات الجديدة.
وبإعلان الباب بأنها “منكوبة” تعتبر أول مدينة تصل إلى هذا الحال، بفعل الفيروس في الشمال السوري.
وقال وزير الصحة في “الحكومة المؤقتة”، اليوم الاثنين، إن النظام الصحي في المدينة بات عاجزاً عن استقبال المزيد من الحالات المصابة بالفيروس.
وأضاف الشيخ في تصريحات نشرها موقع “الحكومة” أنه تم تسجيل أكثر من 460 إصابة في الباب حتى الآن، مشيراً إلى أنه “هناك ضعف شديد بالإمكانيات لدى السلطات الصحية، فيوجد نقص بالأدوية العلاجية بالدرجة الأولى بالإضافة للكمامات والمعقمات”.
كما ناشد الشيخ “المنظمات الصحية ومنظمة الصحة العالمية والمانحين الذين يريدون المساهمة بسد الاحتياجات الضرورية، التواصل مع مديرية صحة حلب بالسرعة القصوى لتدارك الموقف”.
وكانت المدينة قد شهدت تسارعاً في تسجيل الإصابات بفيروس “كورونا”، في الأسابيع الماضية، قياساً بباقي المناطق في الشمال السوري.
وسجل الشمال السوري، الخارج عن سيطرة نظام الأسد، أول إصابة بفيروس “كورونا”، في 9 يوليو/ تموز الماضي، لطبيب يعمل في مشفى باب الهوى، ثم ارتفعت الإصابات تدريجياً لتصل إلى 1730 إصابة، حتى اليوم.
وفي وقت سابق، في الأسابيع الماضية، كان فريق “منسقو الاستجابة” قد طالب السلطات الصحية في مدينة الباب، فرض إجراءات الإغلاق في المدينة لمدة زمنية بسبب زيادة عدد الإصابات بـ”كورونا”.
وقال منسقو الاستجابة في بيان، آنذاك، إن مدينة الباب تشهد تزايداً ملحوظاً بأعداد المصابين بفيروس كورونا، حيث تسجل السلطات الصحية في المنطقة، إصابات بشكل شبه يومي.
وأشار منسقو الاستجابة إلى أن الإغلاق سيساعد على إعادة تقييم سبل مواجهة تفشي فيروس كورونا، محذرين من أن زيادة الانتشار قد تحول المنطقة إلى بؤرة كبيرة للوباء.
لماذا الباب عن غيرها؟
وفي حديث سابق لـ”السورية.نت” قال عضو شبكة الإنذار المبكر في مدينة الباب، الدكتور محمد صالح، إن انتشار فيروس “كورونا” في المدينة أصبح كبيراً خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن نصف المسحات اليومية تكون نتائجها إيجابية.
وأرجع صالح الأمر إلى عدم التزام الأهالي بإجراءات الوقاية الموصى بها، وعدم التزام الأشخاص المخالطين بإجراءات العزل المنزلي، مشيراً إلى أن 10% من سكان المنطقة فقط يلتزمون بارتداء الكمامات والمسافة الاجتماعية وغيرها من الإجراءات.
وتحدث عضو شبكة الإنذار، الدكتور محمد صالح، عن عدم وجود مراكز كافية لاستقبال جميع الإصابات في المدينة، حيث يتم عزل المصابين داخل منازلهم، ما يسهم في انتقال العدوى بصورة أكبر لعدم التزام بعض المرضى بتوصيات الأطباء وعزل أنفسهم بشكل كامل.
ولا يوجد في مدينة الباب المكتظة بنحو 170 ألف نسمة، سوى مركز عزل واحد، هو مشفى الباب التي تستقبل الحالات الحرجة والإسعافية فقط، فيما يتم عزل معظم الإصابات داخل منازلهم، بحسب صالح، متحدثاً عن سوء القطاع الطبي في المدينة، ومخاوف من عدم قدرة مشفى الباب على استقبال المزيد من الحالات الحرجة في ظل انتشار الفيروس.
ويسود تخوف من خروج أعداد الإصابات بالفيروس المستجد في الشمال السوري عن السيطرة، ولا سيما في ظل الكثافة السكانية الكبيرة وصعوبة تطبيق التباعد الاجتماعي، ونقص كبير في المستلزمات الطبية، من كمامات ومنافس وخافضات حرارة.