ألحق الزلزال الذي ضرب مناطق شمال غربي سورية أضراراً كبيرة ببعض المدارس والمراكز التعليمية، وسط تهديدات بتأثر العملية التعليمية في سورية وزيادة عدد الأطفال المتسربين من المدارس.
منظمة “التعليم لا يمكن أن ينتظر”، التابعة للأمم المتحدة، قالت في بيان لها، اليوم الثلاثاء، إن الزلزال سيدفع العديد من الفتيات والفتيان إلى ترك المدرسة، نتيجة تدمر عدد من المدارس وحركة النزوح التي شهدتها المناطق المتضررة.
وأعلنت المنظمة عن أول منحة استجابة طارئة بقيمة 7 ملايين دولار أمريكي في سورية، مخصصة لأغراض التعليم، بحيث يحصل الأطفال المتضررين على التعليم “المنقذ للحياة”.
وتوفر المنحة، حسب البيان، إمكانية إتاحة مساحات آمنة مؤقتة للتعليم، وتوفير الدعم النفسي للأطفال والمدرسين، وغيرها من أوجه دعم التعليم الشامل، كما يوّفر التمويل الجديد إطاراً أوسع للمانحين الآخرين لدعم الاستجابة في سورية، على غرار الأساليب المطَبقة في أوكرانيا.
"As a result of the #earthquake in #Syria, #ECW is making an emergency allocation of $7M for learning spaces, #MHPSS wellbeing support for teachers/children & other interventions. The #education of the country's children cannot wait.” ~@YasmineSherif1 at @UNGeneva Press Briefing pic.twitter.com/d73A6AKRhE
— Education Cannot Wait (@EduCannotWait) February 14, 2023
وتعقد المنظمة، وهي عبارة عن صندوق عالمي أنشأته الأمم المتحدة لدعم التعليم في حالات الطوارئ والأزمات، مؤتمراً في جنيف يومي 16 و17 فبراير/ شباط الجاري، من أجل إتاحة الفرصة لقادة العالم لدعم صندوق “التعليم لا ينتظر”، بما يضمن حصول الأطفال المتضررين في سورية على التعليم اللازم، حسب البيان.
دمار في المدارس
وقالت مديرة المنظمة ياسمين شريف إن صندوق “التعليم لا ينتظر” ملتزم مع شركائه الاستراتيجيين “بضمان تمكين الفتيات والفتيان الذين تضّرروا جراء هذا الزلزال المدمر من الحصول على بيئة تعليمية مأمونة وواقية، ومن تلقّي الدعم النفسي الاجتماعي الضروري والرفاه الذي يحتاجون إليه للتعافي من هذه المأساة الرهيبة”.
وأشارت إلى أن الصندوق منذ بدء عمله في سورية خصص 48 مليون دولار لدعم العملية التعليمية، ووصل إلى أكثر من 360 ألف طفل منذ عام 2017.
وضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية زلزالاً هو “الأكثر دموية” منذ قرن، حيث أدى إلى مقتل أكثر من 37 ألف شخص، وسط توقعات بارتفاع العدد خلال الأيام المقبلة، على اعتبار أن الكثير من العائلات لا تزال عالقة تحت الأنقاض.
وبلغ عدد الضحايا في مناطق شمال غربي سورية أكثر من 2274 قتيلاً وأكثر من 12 ألف مصاب، حسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن “الدفاع المدني السوري”.
من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” إن عدداً من المدارس والمستشفيات والمرافق الطبية والتعليمية الأخرى قد تضررت أو دمرت بسبب الزلازل، مما سيؤثر بشكل أكبر على الأطفال.
وأضافت في تقرير لها ، الأسبوع الماضي، “لا يزال الأطفال في سورية يواجهون واحدة من أكثر الأوضاع الإنسانية تعقيداً في العالم. فقد أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، واستمرار الأعمال العدائية المحلية، والنزوح الجماعي، والدمار الذي لحق بالبنية التحتية، إلى احتياج ثلثي السكان إلى المساعدة”.
وقدّرت الأمم المتحدة عدد المدارس المدمرة في سورية بسبب الزلزال بأكثر من 115 مدرسة، ولحقت الأضرار بمئات المدارس الأخرى، فيما تحولت 100 مدرسة إلى مراكز مؤقتة لإيواء آلاف المشردين الذين تضررت منازلهم وانهارت جراء الزلزال.