الحالات الإنسانية من إدلب لتركيا..ملف مُلِح أثقله الفيروس المستجد والحظر
لم يجد صالح السلامة، والد الطفلة الرضيعة وردة، أمامه سوى مواقع التواصل الاجتماعي، محاولاً الخروج بمعاناته إلى العلن حين ضاق ذرعاً، وأخبره الأطباء أن لا حلول أمامه سوى الذهاب بابنته إلى مناطق النظام وعلاجها في مستشفياته، وهو مالا يستسيغه؛ أو إدخالها إلى تركيا عبر معبر باب الهوى وعلاجها هناك، وهو أمر غير متاح أمامه حتى اليوم.
مقاطع مصورة عدة خرج بها والد وردة، من سكان مخيم أطمة في ريف إدلب، مؤكداً أنه لم يخرج بنية “العرض والاستعراض”، على حد وصفه، بل مدفوعاً بوضع ابنته ذات الثمانية أشهر التي عجز الأطباء في إدلب عن إيجاد حل لمرضها، وهو جفاف حاد جعل من جسدها هزيلاً غير قادر على تقبل أي أنواع من الطعام والسوائل.
#فرات_بوست #إدلب #نداء_إنسانيالطفلة وردة السلامة، من سكان مخيمات أطمة قطاع زمزم 2، تعاني من جفاف حاد وبحاجة تلقي العناية الطبية داخل الأراضي التركية بحسب وصف الأطباء، تم تخريجها اليوم من مشفى باب الهوى بعد عجز الطواقم الطبية عن إدخالها لتركيا أو تقديم العلاج اللازم، ذوي الطفلة يناشدون الحكومة التركية بالسماح للطفلة بالدخول لتلقي العلاج في الحال، فحالة الطفلة أسوأ مما هي عليه حين التقاط هذا الفيديو، للتواصل مع والد الطفلة، صالح السلامة أبو مدين:31685257748+963947795094+
Gepostet von فرات بوست – EuphratesPost am Samstag, 20. Juni 2020
معاناة اصطدمت بإجراءات الحظر
بقيت وردة في مشفى باب الهوى الحدودي لأيام عدة، ثم خرجت في 20 يونيو/ حزيران الماضي، بعد عجز الطواقم الطبية عن إدخالها نحو الجانب التركي، وتلقي العلاج في المستشفيات التركية، نتيجة ظروف لم تكن بالحسبان فرضها انتشار فيروس “كورونا”، وما رافقه من إجراءات احترازية اتخذتها معظم الحكومات حول العالم، ومن بينها تركيا، التي أغلقت معبر باب الهوى الحدودي مع سورية، منذ مارس/ آذار الماضي، ما جعل من عبور الطفلة المريضة للحدود أمراً ليس سهلاً.
إلا أن الأمل بدأ يراود والد وردة، بعد إعلان السلطات التركية، بدء استقبال الحالات الإنسانية الإسعافية والباردة، محدداً الحالات الباردة بمرضى السرطان فقط، وهو أمر بدد آمال صالح، على اعتبار أن الإجراءات الجديدة لا تشمل حالة ابنته، ليعود بمناشدات جديدة لم تلقَ أي استجابة حتى اليوم.
بموازاة ذلك، خرجت الطفلة نور محاميد، التي تتلقى علاج السرطان في المستشفيات التركية، بمقطع مصور تستنجد لإدخال أحد والديها إلى تركيا والبقاء معها خلال فترة العلاج، إذ لم يستطع أحدهما الدخول معها، بموجب قرارات تمنع دخول مرافق مع المريض الذي يتجاوز عمره 8 سنوات.
الطفلة نور محاميد مريضة #سرطان تم تحويلها إلى #تركيا منذ فترة وهي وحيدة دون مرافق من أهلها لاستكمال علاجها داخل تركيا…
Gepostet von لأجل حمص For Homs am Donnerstag, 2. Juli 2020
المقطع المصور، لاقى تعاطفاً شعبياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن نور، رغم تجاوزها الـ 8 سنوات، لا تزال طفلة بحاجة لوجود أحد والديها بجانبها خلال رحلة ليست سهلة من علاج السرطان، ولكن نداءها لم يلقَ استجابة المعنيين حتى الآن.
مناشدات عدة، شبيهة بالسابقة، ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، رغم أنها ليست جديدة على الشمال السوري الذي يعاني من هشاشة منظومته الطبية، التي وجدت نفسها مؤخراً أمام تحدٍ خطير، بسبب فيروس “كورونا”، خاصة بعد تسجيل أول إصابة مؤكدة في إدلب أمس الخميس.
“كورونا” تفرض تغييرات: تقييد لأعداد الداخلين
منذ 13 مارس/ آذار الماضي، أعلنت الحكومة التركية عن إغلاق معبر باب الهوى مع سورية أمام المسافرين، ضمن جملة إجراءات احترازية اتخذتها أنقرة لمكافحة انتشار فيروس “كورونا” في البلاد، ليشمل قرارها أيضاً الحالات الإنسانية الخطيرة التي كانت تدخل عبر المعبر لتلقي العلاج في المستشفيات التركية.
مازن علوش، مدير المكتب الإعلامي لمعبر باب الهوى، قال في حديث لـ”السورية نت”، إنه ومنذ تاريخ إغلاق المعبر لم تدخل أي حالة إنسانية إلى تركيا نتيجة الإجراءات المفروضة، إلا أنه وبعد وصول المناشدات للجانب التركي، تم السماح بإدخال أول حالة إسعافية في 22 أبريل/ نيسان الماضي.
وأضاف علوش أنه منذ 22 أبريل/ نيسان وحتى 15 يونيو/ حزيران الماضيين، أي خلال فترة إغلاق المعبر، كان يُسمح استثنائياً بإدخال حالة واحد أو حالتين لتلقي العلاج في تركيا، عن طريق المكتب الطبي لمعبر باب الهوى، شريطة أن تكون الحالات إسعافية وليست باردة.
ولكن بعد فتح المعبر بشكل رسمي في 15 يونيو/ حزيران سمح الجانب التركي بإدخال 5 حالات إسعافية و5 حالات باردة يومياً، بحسب علوش، مشيراً إلى أن عدد الحالات الباردة المسموح لها بالدخول ارتفع مؤخراً ليصبح 10 حالات يومياً، واقتصرت على مرضى السرطان فقط.
مدير مكتب باب الهوى الإعلامي تحدث عن ازدحام كبير لمرضى الحالات الباردة على المكتب الطبي للمعبر، المعني بتشخيص الحالات التي لم يتوفر لها علاج في الداخل السوري، وتحويلها إلى تركيا لتلقي العلاج في مستشفياتها، مشيراً إلى وجود أكثر من 350 مريض سرطان وأكثر من ألف مريض قلب، ينتظرون السماح لهم بالدخول إلى تركيا.
تزامناً مع ذلك، أصدر المعبر بياناً، الأسبوع الماضي، سمح خلاله لأصحاب موافقات المنظمات الإنسانية، الذين انتهت موافقاتهم خلال فترة إغلاق المعبر، ما بين 13مارس/ آذار و15 يونيو/حزيران الماضيين، الدخول إلى تركيا مرة واحدة فقط.
وأشار البيان إلى أنه سيُسمح للفئة السابقة بالدخول اعتباراً من 29 يونيو/ حزيران الماضي، وحتى 30 يوليو/ تموز القادم.
إحصائيات الشهرين الماضيين
تعليقاً على حالة الطفلة نور محاميد، التي لم يُسمح بدخول مرافق معها إلى تركيا، قال مدير المكتب الإعلامي لمعبر باب الهوى، مازن علوش، إن الأمر متعلق بقرار من الجانب التركي، الذي يسمح بدخول مرافق مع الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 8 سنوات فقط.
ولكن في الوقت ذاته، تحدث علوش عن وجود منظومة لتتبع الحالات، مؤلفة من كادر موزع على المشافي التركية، مهمتها مرافقة المرضى وتقديم الخدمات لهم والتواصل مع ذويهم لطمأنتهم على وضعهم الصحي.
ويستقبل مكتب التنسيق الطبي لمعبر باب الهوى، نوعين من المرضى ممن هم بحاجة للعلاج في تركيا، وهما: الحالات الباردة وكانت تشمل قبل إجراءات “كورونا” مرضى السرطان والقلب والأمراض العصبية، واقتصرت بعد “كورونا” على مرضى السرطان، إذ تنتظر تلك الحالات دورها مدة شهر إلى شهر ونصف.
والنوع الثاني، الحالات الساخنة (الإسعافية)، وتشمل الإصابات الحربية وحوادث السير والحروق والأطفال الخُدّج، حيث يتم إدخالها عبر المعبر على مدار الساعة.
وبحسب مدير المكتب الإعلامي لباب الهوى، كان يدخل إلى تركيا قبل انتشار فيروس “كورونا” ما يصل إلى 13 حالة إسعافية و30 حالة باردة يومياً، إلا أن الأرقام تغيرت بسبب إجراءات الحظر.
إذ سجل مكتب التنسيق الطبي لمعبر باب الهوى دخول 88 حالة إسعافية إلى تركيا، خلال شهر مايو/ أيار الماضي، و71 حالة وفيات، في حين لم تدخل أي حالة باردة، بسبب إغلاق المعبر.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، دخل ما يصل إلى 174 حالة إسعافية إلى تركيا، و159 حالة باردة، و118 حالة وفاة، وذلك بعد فتح المعبر وتخفيف إجراءات الحظر من قبل الحكومة التركية.
ولا يزال ملف دخول الحالات الإنسانية إلى تركيا ملحاً خلال الفترة الحالية، التي تشهد تدهوراً للمنظومة الصحية في الشمال السوري وسط ضعف الإمكانيات المتاحة، ومخاوف من عمليات عسكرية جديدة، تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة.