الروس في “حميميم” يستهلكون الماء والكهرباء دون دفع فواتير
كشف تحقيق استهلاك الجنود والموظفين الروس في قاعدة “حميميم” في اللاذقية، للكهرباء والماء دون دفع الفواتير التي تقدر بثمانية مليارات ليرة سورية.
التحقيق نشره قبل يومين موقع “syriaindicator” السوري، في حين نشرت صحيفة “novayagazeta” الروسية نسخة معدله عنه، اليوم الخميس.
وذكر التحقيق أنه حسب الاتفاقية الموقعة بين نظام الأسد وروسيا بعد دخول الجيش الروسي رسمياً في سبتمبر/أيلول 2015، وما حصل عليها من تعديلات لاحقة، فإن النظام تعهد بتقديم الخدمات من كهرباء ومياه لـ”حميميم” على أساس تعاقدي، ما يعني “وجود عقود لتوريد الماء والكهرباء إلى القاعدة” ودفع فواتير.
وأشارت إلى أنه “خلال السنوات التي أعقبت الاتفاق، لم تتم أي عملية تعاقد أو فرض رسوم على سعر الكهرباء”.
وأكدت أنها راجعت مديرية الكهرباء في اللاذقية ولم يتم العثور على أي وثائق تتعلق بالقاعدة.
وحسب أحد الموظفين في مديرية الكهرباء، لم يذكر اسمه، فإن “الفترة بين 1 يناير/ كانون الثاني 2018 وأغسطس/ آب 2022، لم تشهد أي مدفوعات مقابل سحب الكهرباء إلى قاعدة حميميم العسكرية”.
وحسب ما نقلت الصحيفة عن مهندس كهرباء، لم يذكر اسمه، فإن قيمة الكهرباء المستهلكة في القاعدة، تقدر “بأكثر من 1.1 مليار ليرة سورية سنوياً حسب الشريحة التجارية”، مشيراً إلى أن “الاستغلال مستمر لمدة سبع سنوات، ما يعني أن المبالغ التي خسرها السوريون من هذه العملية تقدر بنحو ثمانية مليارات ليرة سورية خلال تلك الفترة”.
وبحسب ما قاله مهندس كهرباء من بلدة حميميم (فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) للصحيفة، فإن “التيار الكهربائي الذي يستنزف القاعدة ترك أثره على المنطقة من حيث حدوث العديد من الانفجارات في خزانات الكهرباء، بسبب الحمل الكبير في الأجهزة التي تستخدمها القاعدة”.
أما بالنسبة للمياه، يتم تزويد قاعدة “حميميم” بمياه نبع “السن” عبر أنبوب خاص، وبحسب أحد العاملين في النبع فإن “عملية الضخ على هذا الخط لا تتوقف”.
وأكدت الصحيفة أن سحب المياه المستهلكة في القاعدة لا يخضع لأي ضوابط، ولا يوجد أي عقود وعدادات توضح الكميات المسحوبة وقيمتها.
واعتبر التحقيق أن ذلك يخالف البروتوكول المرفق باتفاقية 2015، أي أن “القاعدة تحصل على مياهها من خزينة الدولة ومن جيوب السوريين”.
كما تحدث التقرير عن الأضرار الصحية والاقتصادية الناجمة عن أصوات إقلاع وهبوط الطائرات العسكرية.
وكان قائد القوات الروسية في سورية، يفغيني نيكيفوروف، قال في 2021 إن “الطيارين الروس أنجزوا أكثر من 100 ألف طلعة جوية قتالية في سماء سورية منذ عام 2015”.
كما أدت الطلعات الجوية إلى “حدوث تصدعات داخل منازل المدنيين، ما أدى إلى انخفاض أسعارها، كما قام بعض السكان بتغيير مناطق سكنهم، خاصة مع شكاوى الأطفال من خوف الأطفال من الأصوات العالية”.
وتضم قاعدة “حميميم” أكثر من 50 طائرة من مختلف الأنواع، كما توقعت الصحيفة وجود أكثر من 20 ألف جندي روسي.
وقدر التحقيق تكاليف أعمال الصيانة والطيران في القاعدة منذ 2015 وحتى أغسطس/ آب 2021، حوالي 364.5 مليار روبل، ما يعادل 5.16 مليار دولار.
وتقع قاعدة “حميميم” في محافظة اللاذقية، وتعد مركزاً رئيساً لتدخل روسيا العسكري في سورية منذ عام 2015.
وكانت موسكو قد وقعت مع النظام، في 2017، عقد إيجار طويل الأجل للقاعدة لمدة 49 عاماً.