يشهد ريف محافظة دير الزور الشمالي منذ ساعات صباح اليوم الجمعة توتراً، بعد تجمع محتجين عند منطقة دوار المعامل، في محاولة منهم لقطع الطريق أمام دوريات روسية تحاول العبور.
وذكرت شبكات محلية من المنطقة أن عشرات المحتجين أغلقوا دوار المعامل في الساعات الماضية بالإطارات المشتعلة.
وأوضحت شبكة “دير الزور 24” أن هذه الخطوة جاءت بعد توارد معلومات عن نية رتل للقوات الروسية العبور من معبر بلدة الصالحية، والذي يصل مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بمناطق سيطرة نظام الأسد.
ووفق المعلومات من المقرر أن تعبر الدوريات الروسية معبر الصالحية، باتجاه محافظة الحسكة والطريق الدولي “m4”.
إغلاق دوار المعامل بالاطارات المشتعلة بمدخل دير الزور الشمالي من قبل أبناء #ديرالزور ، في محاولة منهم لعرقلة مرور رتل للقوات الروسية من معبر بلدة الصالحية البري الذي يصل مناطق سيطرة " قسد " بمناطق سيطرة نظام الاسد بمحافظة دير الزور وسط توتر يسود المنطقة.#صدى_الشرقية@Liveuamap pic.twitter.com/qmQHuj7IkH
— Sada AlSharqieh (@Sada_AlSharqieh) December 24, 2021
وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها القوات الروسية اختراق المنطقة.
وعلى مدى الشهرين الماضيين كانت القوات الروسية قد حاولت العبور على عدة فترات من مناطق سيطرة “قسد” في ريف دير الزور، إلا أنها جوبهت بمظاهرات شعبية، ومواجهات استخدمت فيها مؤخراً الأسلحة الرشاشة.
+18
That's how the Russians were greeted in Deir ez-Zor, the people who didn't want the Russians to pass through DeZ, and the bullets were fired at the Russian vehicles near #Salhia. https://t.co/SKX4grk42k pic.twitter.com/F7xXVDMoh3
— زين العابدين | Zain (@DeirEzzore) November 19, 2021
وبحسب ما قال مصدر إعلامي من ريف دير الزور لـ”السورية.نت” فإن روسيا تحاول استخدام مناطق ريف دير الزور الغربي التي تسيطر عليها “قسد” وتنتشر فيها قوات أمريكية لعبور أرتالها العسكرية إلى محافظتي الرقة والحسكة.
وأضاف المصدر أن الخطوة يرجح أن تكون بموجب تفاهمات غير معلنة مع “قسد”.
ولم يصدر أي بيان من جانب “قسد” حتى اللحظة، وكذلك الأمر بالنسبة للجانب الروسي.
وتنقسم محافظة دير الزور إلى منطقتي نفوذ، الأول تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” والقوات الأمريكية، والثانية لصالح قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية إلى جانب القوات الروسية.
وعلى مدى العامين الماضيين كانت عدة تقارير إعلامية قد أشارت إلى محاولات الروس توسعة نفوذهم في المحافظة الغنية بالموارد.
لكن محاولة العبور من مناطق سيطرة “قسد” في الوقت الحالي يعتبر تطوراً لافتاً، لاسيما أن المنطقة معروفة بوجودها ضمن مناطق النفوذ الأمريكي.
واللافت أيضاً أن هذه المحاولات الروسية تتزامن مع شروع نظام الأسد بعمليات “التسوية” في دير الزور، وذلك للمرة الأولى في المناطق الشرقية للبلاد.
وأجريت التسويات خلال الأسابيع الماضية في 3 مدن رئيسية: دير الزور، الميادين والبوكمال الحدودية.
ولم تتضح الأهداف التي يريدها نظام الأسد من هكذا “تسويات” في دير الزور.
بينما ألمح قائد “قسد”، مظلوم عبدي في تصريحات متلفزة الشهر الماضي إلى نية النظام اختراق المناطق الشرقية عبر “المصالحات والتسويات”، مضيفاً: “شرق سورية ليس كالسويداء والغوطة الشرقية ودرعا”.