يستمر الضغط على نظام الأسد من أجل الإفراج عن المعتقلين في سجونه، عقب مخاوف من تفشي فيروس “كورونا” المستجد بينهم، إذ أصدرت “منظمة العفو الدولية” تقريراً، أمس الثلاثاء، دعت فيه للإفراج الفوري عن آلاف المعتقلين في سجون النظام.
التقرير حذر من مخاطر إصابة عشرات آلاف المحتجزين تعسفياً والمختفين قسرياً، بالفيروس المستجد، على اعتبار أن النظام يحتجزهم في ظروف لا تتوفر فيها شروط النظافة، داعياً الأسد إلى التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لمنع تفشي فيروس “كورونا” في السجون السورية.
يشير التقرير أيضاً إلى أن لدى نظام الأسد “سجل طويل في حرمان السجناء والمحتجزين من تلقي الرعاية الطبية والأدوية، التي هم في أمس الحاجة إليها”، حسبما قالت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية.
وأضافت “في السجون ومراكز الاحتجاز السورية، يمكن أن ينتشر وباء كوفيد – 19 بشكل سريع بسبب سوء الصرف الصحي، وعدم إمكانية الحصول على المياه النظيفة، والاكتظاظ الشديد”.
أربع جهات ضغطت على الأسد
وكانت وتيرة التحذيرات من انتشار فيروس “كورونا” بين المعتقلين السوريين، قد ارتفعت خلال الأسابيع الماضية، إذ سبق أن دعا الاتحاد الأوروبي، إلى إطلاق مبادرة واسعة، من أجل الضغط على نظام الأسد، لإطلاق سراح المعتقلين تعسفياً في سجونه منذ سنوات، منعاً لتفشي الفيروس.
وجاءت الدعوة عن طريق مكتب الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأحد الماضي، وقال بوريل، إنه يجب على النظام إخلاء سبيل كافة المعتقلين في سجونه، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى القيام بمبادرة واسعة النطاق للإفراج عنهم.
وكذلك طالب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الأسبوع الماضي، نظام الأسد بالإفراج عن المعتقلين في سجونه، مضيفاً في مؤتمر صحفي، “سعينا لإطلاق سراح المساجين كافة في سورية لأسباب إنسانية”.
في حين دعت الأمم المتحدة مراراً إلى السماح لها بالوصول إلى السجون السورية من أجل العمل على منع تفشي فيروس “كورونا” بين المحتجزين، وطالب المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، نظام الأسد بالإفراج عن المعتقلين في سجونه.
وأضاف “يجب أن يكون هناك وصول فوري للمنظمات الإنسانية إلى جميع مراكز الاحتجاز”.
أما منظمة “هيومن رايتس ووتش“، أصدرت تقريراً الأسبوع الماضي، قالت فيه إنه “بينما تكافح دول العالم لاحتواء جائحة فيروس كورونا، لا يسعنا سوى التفكير في تداعيات الفيروس على الأكثر عرضة بيننا: المحتجزون والنازحون، قد يكون وضع هؤلاء كارثياً في سورية التي تضم أعدادا هائلة من كلا الفئتين”.
وأضافت المنظمة أن نظام الأسد يحرم المعتقلين من الطعام الكافي، والرعاية الطبية، ومرافق الصرف الصحي، والتهوية والمساحة.
ويغيب ملف المعتقلين في سجون النظام، البالغ عددهم أكثر من 200 ألف بحسب تقديرات منظمات حقوقية، عن أي محادثات دولية متعلقة بسورية، وسط تحوله إلى ملف مساومة وابتزاز سياسي من قبل نظام الأسد وداعميه.