أعلن برنامج “الغذاء العالمي” التابع للأمم المتحدة انتهاء برنامج مساعداته في جميع أنحاء سورية، بسبب “نقص التمويل”.
ومن المقرر حسبما جاء في إشعار إعلامي وصل لـ”السورية.نت”، اليوم الاثنين، أن يبدأ تاريخ إيقاف المساعدات في يناير/كانون الثاني العام المقبل (بعد أقل من شهر).
وقال برنامج المساعدات الأممي إنه “لم يعد قادراً على مواصلة تقديم الغذاء بمستوياته السابقة، في خضم أزمة تمويل تاريخية خانقة، سيكون لها عواقب لا توصف على ملايين الأشخاص”.
وترتبط “الأزمة” بعوامل عدة كمستوى الاحتياجات الإنسانية غير المسبوق حول العالم والتحديات الاقتصادية العالمية.
إضافة إلى التشديد المالي من جانب الجهات المانحة الرئيسية لبرنامج “الغذاء العالمي”، والتي أدت إلى عدم قدرة هذه الجهات على تقديم نفس المستوى من الدعم إلى سورية، حسب الإشعار.
ورغم إعلان إيقاف برنامج المساعدات أشار “الغذاء العالمي” إلى أنه يتواصل مع الأسر والمجتمعات المتأثرة في سورية لإبلاغهم بالتغييرات.
ويأتي الإعلان الرسمي بعد أشهر من تمهيد فرضته تصريحات لمسؤولين في “الغذاء العالمي” ووكالات الأمم المتحدة الأخرى.
ويعتمد 5.5 مليون سوري على المساعدات التي يقدمها لهم “الغذاء العالمي” لتغطية احتياجات الغذاء الأساسية، وفق بيان سابق نشره في يونيو/حزيران الماضي.
وفي غضون ذلك يقول البرنامج الأممي أيضاً إن حوالي 12.1 مليون شخص في سورية أي أكثر من نصف عدد السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعلها من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.
ويعزى التدهور في الأمن الغذائي إلى أسباب عدة، من بينها اعتماد البلاد الشديد على الواردات الغذائية، بعدما كانت تتمتع باكتفاء ذاتي في إنتاج الغذاء في الحقبة الماضية، فضلاً عن آثار الصراع الذي سيتجاوز عامه الثاني عشر.
ويضاف إلى ماسبق الدمار الذي خلفته الزلازل التي ضربت سورية وتركيا مؤخراً، والتي فاقمت الاحتياجات الإنسانية الكبيرة بالفعل.
وبحسب بيانات سابقة لبرنامج “الغذاء العالمي”، فإن متوسط الأجر الشهري في سورية يغطي حالياً حوالي ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط.
وتظهر أحدث البيانات أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع، مع وصول معدلات التقزم بين الأطفال وسوء التغذية لدى الأمهات إلى مستويات غير مسبوقة.