القوات “الجوفضائية”..ذراع الحرس الثوري الطويلة ماذا تعرف عنها
خسر “الحرس الثوري الإيراني” عدداً من ضباطه أو مهندسيه المنتسبين لقوات الجوفضائية التابعة له، إما في عمليات اغتيال أو نتيجة حوادث تعمد “الحرس الثوري” إخفاء تفاصيلها.
آخر عمليات الاغتيال طالت العقيد داود جعفري، بانفجار عبوة ناسفة في دمشق، اتهم “الحرس الثوري” إسرائيل بتنفيذ العملية.
حيث ينتشر ضباط وعناصر “الحرس الثوري” في سورية، ضمن ما تسميه إيران “مهام استشارية” لدعم قوات الأسد، إلى جانب الميليشيات متعددة الجنسيات المدعومة إيرانياً.
وكان لقوات الجوفضائية التابعة لـ”الحرس الثوري”، نصيباً من العقوبات الأمريكية، بسبب دورها في صناعة الطائرات المسيرة، التي زودت إيران روسيا بها خلال الحرب الأوكرانية.
إذ فرضت وزارتي الخزانة والخارجية الأمريكية، عقوبات عليها في 2 آب/أغسطس 2020، إضافة إلى كيانات إيرانية أُخرى.
كما صنفتها الخارجية الأمريكية، كمنظمة “إرهابية” في نيسان/ أبريل 2019.
يستعرض موقع “السورية.نت” في هذا التقرير، تاريخ نشأة هذه القوات، ومدى قوتها وانتشارها، والمهام التي تؤديها داخل إيران وخارجها.
بداية على حساب الجيش الإيراني
عمل المرشد الأعلى، آية الله الخميني، على تقوية “الحرس الثوري”، على حساب الجيش الإيراني، بعد إزاحة الشاه محمد رضا بهلوي عن الحكم في شباط/فبراير 1979.
في 17 أيلول/سبتمبر 1985، أصدر الخميني أمراً بإنشاء الفروع الثلاثة لـ”الحرس الثوري”، وهي القوات البحرية والقوات البرية والقوات الجوية، حسب موقع ” iranwire” الإيراني، الذي يصدر تقاريره بعدة لغات منها العربية.
ولم يكن لقوات “الحرس الثوري” الجوية خلال الحرب الإيرانية الإيرانية بين عامي 1980 – 1988 أي تأثير مهم، إذ اقتصر عملها على نقل المسؤولين عبر مطار مهر أباد في طهران.
بقي حجم هذه القوات صغيراً حتى العام 1989، لكن إصدار الخميني أمراً بتنظيم دورات تدريبية على مضادات الطيران وقيادة الطائرات الحربية والمروحية، أدى إلى زيادة حجمها وقوتها.
وفي حين ضمت طائرات مقاتلة من الجيش الإيراني لاحقاً، شهدت القوات الجوية تغييراً في اسمها عام 2009، لتصبح القوات الجوفضائية، عند تأسيس برنامج فضاء “الحرس الثوري” وإلحاقه بها.
يقع مركز قيادتها في طهران، وتضم حالياً وحدات الصواريخ الباليستية، المضادة للطائرات، الطائرات المقاتلة والمروحيات، الطائرات بدون طيار، إضافة إلى أقسام أخرى مهامها التنسيق والتثقيف.
وبحسب موقع “iranwatch” المتخصص برصد قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية أو صواريخ بالستية أو أسلحة دمار شامل، فإن عدد عناصر هذه القوات يبلغ 15 ألف عنصر.
يتوزع هؤلاء العناصر على وحدات “لواء رعد (الخامس)، لواء الحديد (لواء صواريخ)، لواء القائم (الخامس عشر)، لواء ذو الفقار (الصواريخ التاسع عشر)، لواء التوحيد (الصواريخ الثالث والعشرون)”.
ويُعين قائد القوات الجوفضائية، من قبل المرشد الأعلى بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وبتوصية من القائد العام لـ”الحرس الثوري”.
ويشغل أمير علي حاج زاده قيادتها منذ العام 2009، وهو القائد الثامن لها بعد تأسيسها.
مهام عسكرية مختلفة وتهديد أمريكي
تنفذ القوات الجوفضائية العديد من المهام، منها صناعة الصواريخ فرط صوتية والطائرات المسيرة، وإطلاق صواريخ تحمل أقماراً صناعية.
ونقلت صحيفة “القبس” الكويتية عن مصادر إيرانية وصفتها بالمطلعة في كانون الأول/ديسمبر 2020، أن دفاعات ورادارات القوة الجوفضائية، تولت حماية المنشآت النووية الإيرانية من الضربات الصاروخية الأمريكية المحتملة.
واستنفرت حينها جميع قدراتها الجوية لحماية منشاة “فوردو” النووية من توجيه أي ضربة صاروخية.
وتدعم قوات الجوفضائية جميع أقسام “الحرس الثوري” الأخرى عبر الوحدات المحمولة جواً.
كما تدير كل ما يتعلق بصناعة وتخزين صواريخ أرض – أرض، وتنسق مع قاعدة “خاتم الأنبياء الجوية” التابعة لقوات الجيش الإيراني.
وتستعرض إيران بشكل مستمر قدراتها العسكرية بصناعة الصواريخ فرط صوتية (سرعتها تفوق سرعة الصوت) والبالستية والمضادة للطيران.
يضاف إليها إعلان إيران إرسال أقمار صناعية عبر صواريخها المصنعة محلياً، لكن الولايات المتحدة والدول الغربية تشكك في مدة قدرة إيران على إنتاج هذه الأسلحة، خاصة بما يتعلق بالصواريخ بعيدة المدى.
وينتشر خبراء وضباط قوات الجوفضائية بعدد من الدول العربية، لدعم أذرع إيران بأنظمة الصواريخ والطائرات المسيرة فيها كسورية ولبنان والعراق واليمن.
وتعتبر مسؤولة عن استهداف مصافي النفط السعودية، وإسقاط الطائرة الأوكرانية في كانون الثاني/يناير 2020، بعد وقت قصير من إقلاعها، والتي قتل جميع ركابها.