تدور مفاوضات بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، من أجل إعادة ضخ المياه إلى مدينة الحسكة من محطة علوك الواقعة شرقي مدينة رأس العين.
وحسب ما قالت مصادر من الطرفين لـ”السورية.نت”، اليوم السبت، فإن المفاوضات توصلت في الساعات الماضية، إلى بدء ضخ المياه من المحطة بشكل جزئي باتجاه الحسكة، وذلك عقب إيصال التيار الكهربائي من قبل “قسد” إلى منطقة رأس العين.
وتعاني مدينة الحسكة من أزمة مياه، منذ 20 يوماً، نتيجة توقف الضخ عنها من محطة علوك، الخاضعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني”.
وتعتبر محطة علوك المحطة الرئيسية التي تغذي الحسكة، وتضمّ نحو 30 بئراً، قرابة نصفها فقط صالح للعمل.
وأثارت أزمة المياه في الحسكة، على مدار الأيام الماضية، ردود فعل من قبل السوريين، ولاسيما أنها تهدد آلاف المدنيين بالعطش، كون محطة علوك تعتبر المصدر الأساسي لتغذية الحسكة بالمياه.
وبينما اتهمت “قسد” فصائل “الجيش الوطني” وتركيا بالوقوف وراء أزمة المياه من خلال إيقاف ضخ المياه من علوك، قالت مصادر عسكرية مقربة من الأخيرة إن إيقاف الضخ جاء بعد قطع التيار الكهربائي من قبل “قسد” بشكل كامل عن رأس العين، ومنطقة “نبع السلام”.
وتغيب التصريحات الرسمية سواء من جانب “الجيش الوطني” أو “قسد” عن الأسباب التي أدت إلى أزمة المياه، والتي لاقت ردود فعل واسعة من قبل سوريين متوزعين في مناطق نفوذ مختلفة.
وليست المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف الضخ من محطة علوك باتجاه الحسكة، في حين يعتبر التناول الإعلامي الواسع لأزمة المياه خطوة لافتة، في سبيل الضغط لإعادة إيصال المياه للمحافظة.
وفي حديث لـ”السورية.نت” قال رئيس المجلس المحلي لمدينة رأس العين، مرعي اليوسف إن عملية ضخ المياه باتجاه الحسكة بدأت من ثلاث مضخات فقط، منذ صباح اليوم.
وأضاف اليوسف أن الضخ الجزئي سببه ضعف التيار الكهربائي القادم من مناطق “قسد”، مشيراً إلى أن عملية الضخ تتحكم بها قوة التيار التيار الكهربائي وساعات الوصول.
من جانبه قال الرئيس المشترك لهيئة الزراعة في “الإدارة الذاتية”، سلمان بارودو إن الأخيرة تتجه للاعتماد على آبار محطة الحمّة، كبديل عن محطة علوك الخاصعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني”.
وأضاف بارودو لـ”السورية.نت” إن “هيئة الزراعة” حفرت عدة آبار في الأيام الماضية في منطقة الحمّة، على أن يتم الاعتماد عليها، في حال القطع الدائم من “علوك”.
ولا يغطي مشروع آبار الحمّة حاجة الحسكة للمياه، بحسب بارودو، مشيراً إلى أنها محطة احتياطية فقط.
وكانت “مديرية المياه” التابعة لـ”لإدارة الذاتية” قد أعلنت خلال آذار الماضي أنها ستقوم بحفر 50 بئراً في محطة الحمّة، كمشروعٍ بديلٍ عن محطة علّوك بريف رأس العين، وذلك خلال 29 يوماً، لكن تنفيذه تأخّر، آب الحالي.
في سياق ما سبق وضمن المفاوضات التي تدور لإعادة ضخ المياه من محطة علوك، قالت مصادر مطلعة لـ”السورية.نت” إن الأمم المتحدة لعبت دور الوسيط بين الجانب التركي و”قسد”، لحل أزمة المياه في المنطقة.
وأضافت المصادر أن الأمم المتحدة وبرنامج “الغذاء العالمي” ومنظمة “اليونيسيف” كانوا قد دخلوا في الوساطة بعد وصول إحصائيات لعدد المدنيين المهددين بالعطش في الحسكة.
وتابعت المصادر: “وعد الطرفان بإيقاف التعديات على جميع الخطوط (المياه)، والالتزام بتردد تيار كهربائي عالي للمحطة”.
وفي كانون الأول 2019 كان الجانبان التركي والروسي قد توصلا إلى اتفاق يقضي بإيصال شبكة الكهرباء إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي ورأس العين، من سد تشرين، والذي يخضع لسيطرة قوات الأسد، والتي تسلمته، مؤخراً، “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وكان الجيش التركي و”الجيش الوطني” قد سيطرا على مدينتي رأس العين وتل أبيض، والقرى الواقعة بينهما، بموجب عملية “نبع السلام”، والتي أطلقت ضد “قسد”.