الليرة السورية تنخفض بعد “انتعاش مؤقت”.. ما الأسباب؟
بعد التحسن الذي شهده سعر صرف الليرة السورية الأسبوع الماضي، عادت الليرة للهبوط مجدداً وسجلت مستوى قياسياً مقابل العملات الأجنبية، بواقع 7400 أمام الدولار، بحسب موقع “الليرة اليوم”.
خبراء أرجعوا سبب هذا “الانتعاش المؤقت” إلى دخول المساعدات لمناطق سيطرة النظام وارتفاع عدد الحوالات الشخصية الخارجية وزيادة الحركة في الأسواق. لكن لماذا عادت الليرة للهبوط؟
المحلل الاقتصادي السوري، يونس الكريم، يرى أن سبب الهبوط الحالي بسعر الصرف هو ارتفاع الطلب على الدولار في السوق المحلي، وزيادة الحاجة للاستيراد، لتأمين السلع والاحتياجات الأساسية وتعويض الخسائر التي تعاظمت بعد وقوع الزلزال، في ظل ضعف الإنتاج المحلي.
ونوه إلى أن المناطق التي تأثرت بالزلزال في سورية هي من المناطق التي تعمل على تلبية احتياجات السوق، ولو بالحد الأدنى.
وأضاف الكريم في حديثه لـ “السورية نت” أن من أسباب انخفاض قيمة الليرة السورية هو الوضع الاقتصادي في لبنان، وتجاوز الليرة اللبنانية 80 ألفاً مقابل الدولار، والتوجه نحو الأسواق السورية لتلبية الاحتياجات في لبنان.
وأوضح أن لجوء التجار في مناطق سيطرة النظام إلى تهريب السلع والمواد الغذائية والخضروات إلى لبنان، أحدث نقصاً في السوق المحلي ورفع الحاجة للاستيراد، ما أدى لانخفاض قيمة الليرة السورية.
وبحسب الكريم، فإن استمرار الصراع بين النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أثّر في سعر الصرف، خاصة أن الأخيرة لا تزال تمنع وصول المحروقات وتحويل الدولار لمناطق سيطرة النظام، ما جعل النظام بحاجة أكبر للقطع الأجنبي لتوفير المحروقات من الخارج.
ويرى المحلل الاقتصادي أن التحسن الطفيف الذي شهدته الليرة عقب وقوع الزلزال هو أمر “تقني” أكثر من كونه تحسن في الاقتصاد، موضحاً أن الحوالات الخارجية الشخصية ارتفعت خلال تلك الفترة لمساعدة المتضررين من الزلزال، وتم عرض القطع الأجنبي في الأسواق بشكل كبير ما أدى لتحسن سعر الصرف.
وتابع: “نتيجة انخفاض هذه الحوالات عاد سعر الصرف للارتفاع”.
وكانت الليرة السورية شهدت تحسناً جزئياً في أعقاب وقوع الزلزال المدمر، الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية في 6 فبراير/ شباط الماضي، إذ سجلت 6400 مقابل الدولار الواحد.
وبحسب المحلل الاقتصادي يونس الكريم كان من المتوقع في الفترة الماضية أن يصل سعر الصرف إلى 8000 ليرة للدولار، لكن إذا استمر الوضع بهذه الوتيرة قد يتجاوز حاجز الـ8500.