المأساة تتكرر..تضرر عدة مخيمات بالأمطار الغزيرة في إدلب
ضربت عاصفة مطرية الشمال السوري، خلال الساعات الماضية، أدت إلى هطول أمطار غزيرة، وأسفرت مُجدداً عن غرق عشرات الخيم في مخيمات ريف إدلب الشمالي.
ونشر ناشطون صوراً لمخيمات في ريف إدلب، تظهر غرق المخيمات بالمياه وتشكل السيول، وسط مناشدات للمؤسسات الإنسلنية، بالتدخل الفوري لمساعدة المتضررين.
صور ترسم حالة مخيم كفرعروق شمال #إدلب .. كان الله في عونكم حسبنا الله ونعم الوكيل . pic.twitter.com/E8O6woq2L0
— M . Talha |أبو مجاهد الحلبي (@mahmoodtalha22) January 17, 2021
وقال الدفاع المدني في إدلب، اليوم الأحد، إن “عدة مخيمات تضررت ليلة أمس نتيجة تساقط الأمطار وطوفان المياه وتهديدها لسكان الخيام”.
وأضاف أن فرقه “استجابت لعدة مخيمات منها مخيم حور بقرية البردقلي ومخيم تل الضمان في بلدة ترمانين شمال إدلب وقامت بحفر مجاري لتصريف مياه الأمطار وعملت على تسليك المجاري الموجودة”.
من جهته قال مدير قطاع الدفاع المدني في إدلب، مصطفى حاج يوسف، إن فرق الدفاع عملت على فتح مجاري لتصريف مياه الأمطار وسحب المياه المتجمعة قرب خيام المدنيين.
وأضاف يوسف لـ”السورية. نت” أن “أكثر المخيمات تضرراً هي مخيمات الماجد والتكافل ومجد 3 في تجمع مخيمات أطمة ومخيم عباد الرحمن والبر في بابسقا، ومخيم الإباء ببلدة قاح”.
وأكد أن فرق الدفاع المدني عملت على “تجريف الطين من الطريق الرئيسي لمخيمات الكرامة وسحب سيارة صهريج عالق في مخيم الفرقان بعقربات شمالي إدلب”.
وأشار إلى أن الوضع في المخيمات مستقر نوعاً ما ولم يكن هناك حالات نزوح أو تتضرر في الخيم بشكل كبير، لافتاً إلى استنفار واسع لعناصر الدفاع المدني على مدار الساعة في ظل العاصفة التي تضرب المنطقة.
وكان أكثر من 11 مخيماً في ريف إدلب الشمالي وريف حلب الشمالي أصيبوا بأضرار متفاوتة، الخميس الماضي، نتيجة هطولات مطرية غزيرة بحسب فريق “منسقو الاستجابة”.
وتتعرض المنطقة إلى منخفض جوي شديد البرودة منذ يومين، مصحوباً بأمطار غزيرة وثلوج، وسط توقعات باستمراره خلال اليومين المقبلين.
وكان سوريون نظموا قبل يومين فعالية للأطفال في الطين المنتشر في المخيمات، بهدف تسليط الضوء على واقع المخيمات في الشتاء ولفت أنظار العالم إلى معاناتهم.
وتزداد المخاوف والتحذيرات الإنسانية الدولية في كل عام، بالوقع المأساوي ذاته الذي تتعرض له المخيمات في أثناء الهطولات المطرية الغزيرة.
A new video filmed today is one of the refugee camps in the village of Kafr Araquq, north of Idlib, tents sheltering displaced people, inhabited by children, women and men that sank from the heavy rain.#syria #Idlib pic.twitter.com/OKCJun4HMT
— Mohamad Rasheed محمد رشيد (@mohmad_rasheed) January 17, 2021
إلا أن تلك التحذيرات تعجز عن احتواء أزمةٍ باتت لزاماً على النازحين في الجزء الشمالي من سورية، بعد تسع سنوات، في ظل جهود تقوم بها منظمات إنسانية لتقليص حجم الأضرار.
لكن هذه المنظمات تقول إن كارثة مئات آلاف المدنيين القاطنين في المخيمات، تحتاج لحلٍ جذري لا إسعافي، وهو بإعادتهم لبيوتهم بعد إعادة إعمار ما تضرر منها، وإن الدعم المتوفر يبقى محدوداً ويوفر حلولاً إسعافية لا دائمة.
وفي حديث سابق لـ”السورية.نت”، قال المدير التنفيذي لمنظمة “إحسان للإغاثة والتنمية”، براء صمودي، أن وضع السوريين في مخيمات النزوح لا يزال “كارثياً”، في ظل عدم كفاية الإمكانيات لإغاثة مئات آلاف المدنيين، خاصة مع كل موجة نزوحٍ جديدة.
وعن أبرز الاحتياجات التي يجب توفيرها بشكل عاجل، قال مدير منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” إحدى مؤسسات “المنتدى السوري”، العاملة في الشمال السوري، إن المأوى الملائم والوصول إلى المياه الصالحة للشرب فضلاً عن خدمات التعليم والحماية المجتمعية من أبرز الاحتياجات الانسانية التي يصعب تأمينها في مخيمات النزوح، حيث تتركز معظم المساعدات الإنسانية الحالية حول تقديم الخدمات المنقذة للحياة فقط.