يصادف اليوم الأربعاء، 7 أبريل/ نيسان، الذكرى الثالثة لمجزرة الكيماوي، التي شهدتها مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية عام 2018، والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين، بفعل هجوم نفذته قوات الأسد على المنطقة أثناء حصارها.
حيث شهدت المدينة هجوماً كيماوياً فجر 7 أبريل/ نيسان 2018، ما أدى إلى مقتل 39 مدنياً، بينهم 10 أطفال و15 امرأة، وقرابة 550 مصاباً بحالات اختناق، بحسب أرقام “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، وذلك خلال الحملة العسكرية التي كان يشنها النظام على المنطقة للسيطرة عليها من فصائل المعارضة.
واستعاد سوريون ذكرى المأساة، اليوم الأربعاء، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عنها، حيث أصدرت “الشبكة السورية” تقريراً قالت فيه إن الهجوم على دوما أثبتته لجان التحقيق الأممية ومنظمات محلية ودولية، بينما “الجاني يستعد للفوز في الانتخابات الرئاسية”.
واعتبر التقرير أن “علاقة رأس النظام وقياداته وسلسلة القيادة الشديدة الصرامة والمركزية، كل ذلك يجعل رأس النظام السوري بشار الأسد والقيادات العليا جميعها متورطة بشكل مباشر، عبر استخدام أسلحة الدمار الشامل الكيميائية في ارتكاب انتهاكات تصل إلى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بحق الشعب السوري”.
من جانبه، أصدر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” بياناً في الذكرى الثالثة لمجزرة الكيماوي، حمل شعار “المجرم طليق والعدالة معطلة”.
وبحسب البيان، فإن ارتباط النظام الكامل وتورطه بسلسلة من “جرائم الحرب” و”جرائم ضد الإنسانية” بات أمراً محسوماً وموثقاً ومثبتاً، داعياً المجتمع الدولي والأطراف الدولية الفاعلة إلى “أخذ دورهم في معاقبة المجرمين من خلال التدخل العسكري ضمن الفصل السابع، وإحالة القتلة إلى محكمة الجنايات الدولية”.
بدورها، قالت منظمة “الدفاع المدني السوري” في بيان لها، اليوم الأربعاء، إن “غياب الجدية من المجتمع الدولي والأمم المتحدة في محاسبة النظام على جرائمه التي ارتكبها بالأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة، يعتبر بمثابة ضوء أخضر للاستمرار في إبادته للسوريين، وبدعم من روسيا التي تشوه الحقائق وتضلل الرأي العام وتؤمن له الغطاء السياسي في مجلس الأمن باستخدام الفيتو ضد أي إجراء قد يتخذ ضده”.
وكذلك، استعاد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ذكرى مجزرة دوما، مؤكدين على مطالبهم الدائمة بمحاسبة المسؤولين عن استخدام أسلحة محرمة دولياً في سورية.
مهما تناسى العالم أو تجاهل، لن ننسى شهداء هجمات نظام الأسد الكيماوية، وسنطالب دومًا بمحاكمة المجرم.
ثلاث سنوات على مجزرة مدينة #دوما#مجزرة_الكيماوي#كيماوي_الاسد#مجزرة_دوما#لاتخنقوا_الحقيقة #بشار_الكيماوي#ذكرى_مجزرة_دوما_اللطامنه#Chemical_Assad pic.twitter.com/KmR7rxPhSD— أبو شادي السفراني (@Abo_Shadi2012) April 7, 2021
حصيلة الهجمات الكيماوية في سورية
تشير تقارير حقوقية إلى وقوع ما لا يقل عن 222 هجوماً كيماوياً في سورية، منذ أول استخدام موثّق في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2012، حتى 7 أبريل/ نيسان 2021، كانت 217 منها، أي قرابة 98%، على يد قوات الأسد، بحسب ما وثقته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وتسببت تلك الهجمات التي نفذها النظام بمقتل 1510 أشخاص، يتوزعون إلى 1409 مدنيين بينهم 205 طفلاً و260 امرأة، و94 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات النظام كانوا في سجون فصائل المعارضة.
ويتهم الغرب نظام الأسد بالمسؤولية عن معظم الهجمات الكيماوية في سورية، إلا أن النظام ينكر ذلك بقوله إنه سلّم مخزونه الكيماوي بالكامل بعد انضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية عام 2013.