نشر “مصرف سوريا المركزي” بياناً علّق فيه على الشائعات المتعلقة بنية حكومة النظام السوري تأخير تسديد رواتب العاملين في المؤسسات الحكومية، نظراً للأزمة الحاصلة في البلاد.
وجاء في البيان الذي نشر، اليوم السبت، أن “مصرف سورية المركزي ينفي نفياً قاطعاً ما أشيع على بعض وسائل التواصل الاجتماعي حول احتمالية التأخر بتسديد رواتب العاملين في الدولة للشهور القادمة”.
وأضاف البيان: “يؤكد المصرف على توفر السيولة الكافية لسنين وليس فقط لشهور، كما يطمئن المواطنين بوجود مخزون كاف من القطع الأجنبي”.
وكانت شبكات محلية ووسائل إعلام أيضاً قد نشرت معلومات، يوم أمس الجمعة، “نقلاً عن وكالة أسوشيتد برس”، وأفادت بأن “مصرف سورية المركزي بات مفلساً ويحاول أخذ القروض من أجل الاستمرار في دفع الرواتب للسوريين بمؤسسات النظام السوري”.
أسوشيتد برس : مصرف سورية المركزي مفلس ؛ وطلب قرض من #روسيا ؛ لكن روسيا رفضت. pic.twitter.com/ndbOc46Caw
— Nedaa Post نداء بوست (@NEDAAPOST) December 9, 2022
ولم يعرف المصدر الأولي للمعلومات، فيما حاول موقع “السورية.نت” التأكد من صحتها عبر موقع الوكالة الأمريكية، إلا أنه الأخيرة لم تنشر شيئاً من هذا القبيل، خلال الأسبوع الفائت.
وأشارت المعلومات التي تناقلها صحفيون وباحثون سوريون أيضاً إلى أن “إفلاس المصرف المركزي التابع للنظام دفعه لطلب قرض من روسيا، ولكن موسكو ردت على الطلب الذي قدمه المصرف المركزي في سورية بالرفض”.
أسوشيتد بريس: روسيا رفضت طلباً من المصرف المركزي السوري للحصول على قرض،والنظام سيتوقف عن دفع الرواتب خلال 3 أشهر.
— Firas Faham فراس فحام (@Fr_faham) December 9, 2022
وتشهد المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، منذ أكثر من أسبوعين أزمة معيشية واقتصادية غير مسبوقة.
وتمثلت الأزمة بانعدام مادتي البنزين والمازوت في الأسواق، ما انعكس على قطاعات البلاد الأخرى، وأثّر بالسلب على سير عمل المؤسسات الحكومية.
وبالتوازي مع هذه الأزمة تشهد الليرة السورية انهياراً تدريجياً ومستمراً، منذ شهرين، ووصلت آخر محطاته اليوم السبت، إذ سجلت سعر 6 آلاف ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد.
#تأكد | تداولت مواقع إخبارية محلية خبر يزعم أن وكالة أسوشيتد برس قالت إن "مصرف سوريا المركزي بات مفلساً وسيتوقف عن دفع الرواتب بعد ثلاثة شهور، وأن روسيا رفضت التمويل بعد طلب سوريا قرضا منها"، إلا أن الخبر ملفق.
التفاصيل 👇https://t.co/WpEhHtIQG2
— تَـأكّـدْ (@VeSyria) December 10, 2022
ما الجديد في هذه الأزمة؟
حسب إجماع الكثير من السوريين، لا تشبه هذه الأزمة، الأزمات السابقة التي عصفت بهم، إذ تشهد البلاد منذ سنوات أزمة في توفر المحروقات والكهرباء، لكن الظروف الحالية “أشد وطأة”.
الباحث الاقتصادي في “مركز عمران للدرسات الاستراتيجية”، مناف قومان، يقول إن كل أزمة يمر فيها النظام تُوصف على أنها الأشد وطأة، حتى تأتي أزمة أخرى أقسى من سابقتها.
ويرى قومان في حديث سابق لـ “السورية نت” أن أزمة المحروقات الحالية “أثبتت بما لا يجعل مجال للشك، فشل النظام في إدارة الاقتصاد وتأمين الاستحقاقات المعيشية للسكان، جراء جملة أسباب”.
وأبرز تلك الأسباب حسب قومان، اعتماد النظام بشكل كبير على الواردات الخارجية، وتأثره بالعقوبات الدولية، وقلة خياراته لتأمين المواد الأساسية للأسواق، إلى جانب عدم جدوى خطوط الائتمان التي فتحها مع إيران مؤخراً حيال هذا الموضوع، والأهم ما ينتظر سوق الطاقة المحلي من تحميله على القطاع الخاص.
وأضاف الباحث الاقتصادي أن كل أزمة لها ظروفها الخاصة بها، بمعنى أن الأزمة الحالية مثلاً جاءت على أبواب فصل الشتاء، وتأخر الواردات النفطية القادمة من إيران لأكثر من 50 يوماً، بحسب ما أعلنت حكومة النظام.