النظام والمعارضة..إجراءات جديدة في سورية لمواجهة كورونا
شهدت الساعات الماضية إجراءات جديدة من قبل المعارضة السورية ونظام الأسد، في مناطق نفوذهما، بشأن التصدي لفيروس كورونا.
ومن الإجراءات التي اتخذتها المعارضة، إغلاق المعابر الحدودية مع نظام الأسد و”قوات سوريا الديمقراطية”، إلى جانب إيقاف العملية التعليمية في المدارس، وتأجيل موعد الاختبار المعياري لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية.
وإلى جانب ذلك أعلن رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، تجهيز وزارة الصحة ثلاثة مراكز للحجر الصحي، خلال الأسبوع الحالي، في منطقة سلقين بريف إدلب، ودار عزة بريف حلب الغربي والباب بريف حلب الشرقي.
وأكد مصطفى أن سعة كل مركز 20 سريراً، إضافة إلى نصب خيام على المعابر الحدودية لرصد الحالات المشبوهة بالفيروس، مشيرًا إلى أن الإجراءات تتم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة التركية.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من انتشار الفيروس في سورية، وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، هيدن هالدورسون، إن “أنظمة سورية الصحية هشة، وقد لا تملك القدرة على اكتشاف وباء”.
وأضاف هالدورسون، الأسبوع الماضي، أن المنظمة مضطرة لمساعدة المتضررين عبر الحدود، لأنها غير قادرة على تقديم الخدمات من الأراضي التي تسيطر عليها قوات الأسد.
وتحدث عن تدريب العاملين في المجال الصحي في إدلب، وتجهيز مختبرات في أنقرة لتشخيص الفيروس بشكل آمن.
نظام الأسد: إجراءات دون اعتراف
وفي الجهة المقابلة اتخذ نظام الأسد إجراءات جديدة، خلال الساعات الماضية، فيما يتعلق بفيروس كورونا، رغم إصراره على عدم وجود إصابات في مناطقه.
وأصدر رئيس النظام، بشار الأسد، مرسوماً يقضي بتأجيل انتخابات مجلس الشعب إلى 20 من أيار، بعد أن كان مقرراً إجراؤها في 13 من نيسان المقبل.
وتزامن ذلك مع فتوى صادرة، عما يسمى “المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف” التابع للنظام، بتعليق صلاة وخطبة الجمعة وصلوات الجماعة في المساجد، اعتباراً من، اليوم الأحد، ولغاية الرابع من نيسان المقبل، وسيتم الاكتفاء برفع الأذان للصلوات الخمس.
كما علق المجلس الدروس الدينية، واللقاءات الجماعية في المساجد وصالات الأفراح والتعازي التابعة لها.
من جهته استمر وزير الصحة في حكومة الأسد، نزار يازجي، بنفي عدم وجود أي إصابة بفيروس كورونا داخل مناطق النظام، معتبراً أن جميع العينات التي تم تحليلها للحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس سلبية.
وتحدث يازجي عن تشديد الإجراءات على المعابر الحدودية والمنافذ البحرية والبرية والمطارات، للتأكد من سلامة القادمين إلى سورية.
وأعلن تحويل ركاب طائرة قادمة من العراق إلى الحجر الصحي في منطقة الدوير بريف دمشق، وهم 16 راكباً سورياً وطاقم الطائرة، بحسب قوله.
وانتهز وزير الصحة، في مؤتمر صحفي أمس، فرصة انتشار كورونا في العالم، للدعوة لرفع الحصار الاقتصادي المفروض على النظام، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية.
وربط يازجي بين رفع العقوبات وبين تمكين القطاع الصحي من استيراد المستلزمات الضرورية للفيروس.
ورغم تفشي الفيروس في معظم الدول العربية ودول الجوار، وخاصة لبنان والأردن، إلا أن نظام الأسد لم يعلن حتى الآن عن تسجيل أي حالة.
وتحدث ناشطون، خلال الأيام الماضية، عن وجود إصابات في سورية، لكن نظام الأسد يقول إنها حالات سلبية.
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد نقل عن مصادر طبية قولها، إن فايروس “كورونا” انتشر بشكلٍ رئيسي في محافظات دمشق وطرطوس واللاذقية وحمص، وأن هناك إصابات كثيرة تم تسجيلها بالفايروس، بعضها قد فارق الحياة، والآخر وضع بـ”الحجر الصحي”.
في حين قال مصدر طبي من “مديرية صحة حمص” لـ”السورية.نت” فإن الأخيرة كانت قد شرعت، منذ مطلع شباط الماضي، ببناء مراكز لـ”الحجر الصحي” في مدينة تدمر في الريف الشرقي.
وأضاف المصدر الطبي أن بناء مراكز “الحجر الطبي” تزامن معه تعميم يوضح أن الاستجابة الطبية لفايروس “كورونا” ستكون مقتصرة على نقل المصابين إلى مراكز الحجر الطبي فقط، دون إجراءات أي تدخلات طبية في مراحل الإصابة الأولى.
وبحسب آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية فإن الفيروس انتشر في 129 دولة، وأصاب حتى الآن 142320 شخصاً على مستوى العالم، كما توفى 5388 حالة على مستوى العالم.