قال رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي إن بلاده ما تزال تصلها رسائل سلبية من الحدود الشمالية، في إشارة منه إلى مناطق سيطرة النظام السوري في سورية.
وجاء ذلك في أثناء لقاء الصفدي مع رئيس مجلس الشورى السعودي، عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
وأضاف الصفدي بحسب ما نقلت وكالة “عمون” أن “الأردن في آخر قمة عربية في جدة كان حريصاً على الحضور بأعلى التمثيل فقد حضر القمة جلالة الملك وسمو ولي العهد، من أجل إنجاح أهداف القمة في إعادة التضامن العربي والبناء على مخرجات عمان وجدة فيما يتعلق بالأزمة السورية”.
وتابع مستدركاً: “لكن ما تزال تصلنا رسائل سلبية من حدودنا الشمالية”.
وتناول اللقاء بين الصفدي وآل الشيخ أهمية تعزيز التعاون وتنسيق المواقف في المحافل العربية والدولية، وأكد الجانبان على “متانة العلاقات التاريخية والمتجذرة بين البلدين”.
وأشارا إلى “أهمية تعزيز العمل البرلماني المشترك وتنسيق المواقف في المحافل البرلمانية العربية والدولية خدمة لصالح الشعبين الشقيقين وقضايا أمتينا العربية والإسلامية”.
ومنذ مطلع أغسطس/ آب الماضي أعلن الجيش الأردني اعتراض 3 طائرات مسيّرة قادمة من الداخل السوري بطريقة غير مشروعة، وتحمل مواد مخدرة وحبوب “كتباغون”.
وكانت إحداها تحمل مواد متفجرة من نوع “تي إن تي”، يوم السادس عشر من الشهر المذكور.
وجاءت هذه الحوادث رغم بدء عمّان والنظام السوري بـ”عمليات تنسيق” من أجل تبديد التهديدات المتعلقة بالحدود.
كما جاءت في أعقاب اجتماع أمني – عسكري عقد في الرابع والعشرين من شهر يوليو/تموز بالعاصمة الأردنية، “لمناقشة مكافحة تجارة المخدرات المتنامية عبر الحدود المشتركة”.
وعلى المستوى الرسمي لم يتضح حتى الآن طبيعة التعاطي التي قد يلجأ إليها الأردن لمواجهة “عمليات التهريب المتنوعة” ليس فقط من خلال البر، بل عن طريق الجو، وباستخدام طائرات صغيرة بدون طيار.
وفي أعقاب تحركات التطبيع العربي الأخيرة التقى وزير خارجيته، أيمن الصفدي، مع مسؤولين في دمشق، وناقشوا عدة قضايا، على رأسها “التهريب العابر للحدود”، وصولا إلى اجتماع قادة الجيش والاستخبارات.
لكن هذه اللقاءات لم تفض إلى تطورات ملموسة على الأرض، وهو ما أشار إليه صحفيون أردنيون خلال الأيام الماضية.
وفي السادس والعشرين من الشهر الحالي كتب الصحفي، ماهر أبو طير، مقالة في صحيفة “الغد الأردنية” بعنوان “الأردن غاضب من دمشق”.
وتحدث، مالك العثامنة، في مقالة أخرى عن “حرب معلنة كاملة الأهلية عسكرياً”، وأنها “خط دفاع أول وأخير عن عمق إقليمي يتجاوز النقاط الحدودية الأردنية، ويصل إلى موانئ أوروبا الجنوبية.
في حين أورد الكاتب، مكرم أحمد الطراونة، قبل أسبوع معلومات في مقالة تحليلة له، مفادها أن “عمّان سلمت دمشق أسماء أربعة أشخاص من كبار تجّار المخدرات لاتخاذ إجراءات أمنية بحقهم، والقضاء على عملياتهم الحدودية الخطيرة”.
لكنه أضاف أن “دمشق لم تكلّف نفسها عناء المساعدة في هذا الجانب، وتناستْ الطلب الأردني وكأنه لم يكن، فيما هؤلاء الأشخاص ما يزالون يعملون بحرية تامة تحت سمع وبصر سورية، التي تغض الطرف عنهم كلياً”.
وتابع الطراونة: “حقيقة الموقف السوري، وما يشكّله من خطورة على دول الجوار، وتحديدا الأردن، يضعنا أمام مسؤولية تأمين حدودنا التي تمتد إلى نحو 378 كيلو متراً، وهو أمرٌ غاية في الصعوبة، نظرا لحاجته لكوادر عسكرية ضخمة، وآليات عديدة، تحتاج أموالاً طائلة”.