ظهر رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في تسجيل للمرة الثالثة، تحدث فيه عن “خطورة الوضع وحساسيته”، وأربعة طلبات قدمت له من قبل جهات معينة، لم يسمها.
وبدأ مخلوف حديثه بالاعتذار من الموظفين في شركة “سيرتيل”، الذين تم توقيفهم من قبل “الجهات الأمنية”، وفشل الجهود من أجل الإفراج عنهم.
وقال مخلوف إنه “حاول معرفة ما هو المطلوب من قبل هذه الجهات، وكان واضحاً أن المطلوب هو التنازل عن أمور معينة، وقرارات معينة لخدمة أشخاص معينين”.
وحمّل مخلوف المسؤولية الكاملة للجهات التي أوقفت الموظفين، “دون إجراء رسمي وغير نظامية”، في إشارة إلى اعتقالهم دون توجيه تهم نظامية لهم، وتوقيفهم خارج القانون، كما هو الحال في حالات الاعتقالات في سورية.
وتحدث مخلوف عن أربعة مطالب قدمت له من أجل تنفيذها، وسط تهديد بإغلاق الشركة وسحب الرخصة منها.
الطلب الأول هو دفع شركة “سيرتيل” المبلغ المالي الذي حددته “هيئة الاتصالات” التابعة لوزارة الاقتصاد في حكومة الأسد.
وأوضح مخلوف أن “المبلغ ليس ضريبة، وإنما هو مبلغ فرضته جهة معينة بلا حق وبلا قانون ولا يوجد له مستند قانوني، ورغم ذلك وافقنا على دفعه بطريقة لا تسبب بانهيار الشركة”.
إِنَّ الـظَّـالِـمِـيــنَ بَـعْــضُـهُـمْ أَوْلِـيَـاءُ بَـعْـضٍ واللهُ وَلِـيُّ الْـمُـتَّـقِـيـنَ
Posted by رامي مخلوف on Sunday, May 17, 2020
وحول الطلب الثاني “طلبوا أن تتعاقد شركة سيرتيل مع شركة تقدم لها كل شيء من البرغي وحتى البرج، وتشتري كل مشترياتها، على أن يكون هذا التعاقد حصري دون التعاقد مع غيرها، وعند الرفض قالوا أنتم مجبرون وإلا”.
وتساءل مخلوف “شو هالاقتصاد يلي بنمشي فيه، بكل كلمة فيها تهديد، ما فينا نمشي هيك هاد ظلم وحرام”.
وأشار مخلوف إلى أنه بعد المفاوضات، وإلغاء بند الحصرية في التعاقد مع الشركة، والتوافق معها من أجل عدم حصول سرقات في “سيرتيل”، وصلنا إلى حلول وسط، على الرغم من وجود بعض الخلافات في بعض الأمور.
وعقب ذلك “طلبوا مني التنازل والخروج خارج شركة سيرتيل، وهددوا في حال عدم تنفيذ الطلب”، مؤكداً “أنا ما رح اتنازل وما رح اتخلى، وهاد تخلي وتخاذل، أنا بالحرب ما تخليت لحتى اتخلى هلأ، أصلاً ما بتعرفوني”.
وأشار مخلوف إلى أنهم عقب ذلك، طُلب من نائب رئيس مجلس الإدارة، إيهاب مخلوف (شقيقه) ومدير الشركة التوقيع بدلاً عنه، ولديهم نصف ساعة فقط، لكنهم رفضوا التوقيع، وسط تهديد جديد بالتصرف معهم في حال عدم توقيعهم.
وتحدث عن اتصال شقيقه إيهاب به، لمعرفة ماذا يفعل، وأكد له أن أمامه حلان، الأول رفض التوقيع، وكان رد إيهاب بعدم قدرته على ذلك، والحل الثاني استقالته من الشركة، وهو “ما تم بالفعل وتم تعيين بديل”.
وأكد مخلوف أن “الذي يوقع هو أنا، وإذا اليوم وصل بهم التمادي حتى علي، تنهار الشركة والاقتصاد”.
أما الطلب الرابع كان في مؤسسة الاتصالات، عندما وافقت “سيرتيل” على دفع المبلغ، لكنهم “قالوا لها هذا لا يكفي، وإنما التنازل عن أرباحكم للدولة، وسط تهديد جديد”، مشيراً إلى أنه “كل يوم قرار جديد، ويوجد أشخاص لا تعلم ماذا تريد”.
وبحسب مخلوف، طلبوا أن تدفع “سيرتيل” للدولة 50% من رقم أعمالها، بعد ما كانت تدفع 20%، وهذا يعني دفع 120% من ربح الشركة للدولة، بعدما كانت تدفع 50%، وهذا غير منطقي، وسط تهديد بسحب الرخصة والحجز على الشركة وشن حملة اعتقالات.
واعتبر مخلوف أن “هذا تخريب للاقتصاد السوري، وخراب القطاع وفقدان الموارد، وهذا الأسلوب سيؤدي إلى فشل القطاع، وبالتالي كارثة كبيرة عل الاقتصاد السوري”.
وختم مخلوف تسجيله بـ”أرجوكم لكل حدا عم يسمعنا وأصحاب القرار، أرجوكم يا جماعة الوضع حساس وخطير ولا يحتمل وأكثر من ذلك، اللهم بلغت.. اللهم بلغت.. اللهم بلغت”.
وهذا هو التسجيل الثالث لمخلوف منذ قرابة شهر، ويشير إلى الخلاف الكبير مع أشخاص مقربين من عائلة الأسد.
ويعتبر مخلوف من أبرز رجال الأعمال في سورية، والمقربين من الدائرة الاقتصادية الضيقة والمتحكمة في الاقتصاد السوري.