بايدن يرضخ لضغوط البنتاغون ويوجه أول ضربة لإيران بسورية
شنت الولايات المتحدة هجمات ضد منشآت للأسلحة والذخيرة، تابعة للمليشيات الإيرانية في سورية، في أول رد من واشنطن منذ تصاعد الهجمات ضد قواعدها في سورية والعراق قبل أكثر من أسبوع.
وقال البنتاغون في بيان له، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر بضرب منشأتين يستخدمهما “الحرس الثوري الإيراني” والمليشيات التي يدعمها في سورية.
وحذر من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت هجمات المليشيات الإيرانية ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وتعليقاً على ضرب المنشأتين قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في بيان إن “هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أمريكيين في العراق وسورية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران والتي بدأت في 17 أكتوبر”.
وأضاف أوستن: “هذه الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية غير مقبولة ويجب أن تتوقف”.
وتتعرض القواعد الأمريكية في سورية والعراق لهجمات متكررة، المتهم الأول بها هو المليشيات الإيرانية المتمركزة على الحدود السورية- العراقية، بحسب مسؤولين أمريكيين.
إلا أن وتيرة تلك الهجمات زادت منذ 10 أيام، عبر استهداف 3 قواعد أمريكية في العراق (عين الأسد- حرير- مطار بغداد)، و4 في سورية (التنف- كونيكو- حقل العمر- الشدادي).
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام موالية لإيران أنه لا توجد مستودعات عسكرية في المناطق السورية التي نفذت فيها القوات الجوية الأمريكية ضربات ليلة أمس.
مشيرة إلى أن الضربات الأمريكية نفّذت في محافظة دير الزور شرقي سورية.
ضغوط على بايدن
ويواجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضغوطاً داخلية من أجل حماية القوات الأمريكية العاملة في الشرق الأوسط، والتي تعرضت مؤخراً لهجمات عدة.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن على بايدن الموازنة بين حماية القوات الأمريكية في سورية والعراق، وبين الرد على هذه الهجمات دون الانجرار لخطر صراع أكبر.
وفي تقرير لها، أمس الخميس، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن بايدن “يواجه ضغوطاً متزايدة لضرب وكلاء إيران الذين هاجموا وأصابوا بشكل متكرر القوات الأمريكية في العراق وسورية هذا الشهر”.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين أن بايدن “يدرس أي قرار للانتقام، في ظل مخاوفه الأوسع من أن الحرب في غزة قد تكون على شفا الانفجار في عاصفة قد تشمل المنطقة بأكملها”.
ويأتي ذلك بعد تزايد الهجمات ضد القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط خاصة في سورية والعراق، خلال الأسبوع الماضي.
إذ أعلن البنتاغون عن إصابة 21 جندياً أمريكياً في 16 هجوماً جوياً استهدف القواعد الأمريكية في سورية والعراق خلال الأيام العشرة الماضية.
ورغم قيام واشنطن بتعزيز قوتها ومعداتها الدفاعية في الشرق الأوسط، طالب الجمهوريون في الكونغرس الرئيس الأمريكي بالرد على تلك الهجمات.
واعتبر الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل، الرئيس الأسبق للقيادة المركزية الأمريكية، أن بلاده “سحمت بأن تصبح الهجمات قاعدة إلى حد ما، من خلال عدم الرد عليها”.
وقال فوتيل في تصريحات نقلتها “واشنطن بوست”: “يمكننا، بل ويجب علينا، الرد بشكل مباشر على هذه التهديدات التي تواجه قواتنا”.
احتمال كبير للتصعيد
وحذر كبار المسؤولين في البنتاغون هذا الأسبوع من أنهم يرون احتمال حدوث “تصعيد كبير” ضد الأفراد الأمريكيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة.
وشددت السفارة الأمريكية في الكويت على هذه النقطة أول أمس الأربعاء، وأصدرت تنبيهاً قالت فيه إن المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم بالتهديدات التي وجهتها “ألوية الوعد الحق”.
وهي ميليشيا مقرها العراق ولها علاقات مع جهات فاعلة مدعومة من إيران، وسبق أن تبنت العديد من الهجمات ضد القوات الأمريكية.
وقال كينيث فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية بين عامي 2019 و2022، إن ضخ القوة النارية الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك نشر مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات ووحدات دفاع جوي إضافية وأسراب مقاتلة، يجب أن يبعث رسالة واضحة جداً لإيران.
وقال ماكينزي: “إن موقفنا في المنطقة يزداد قوة بشكل ملحوظ كل يوم، وسوف ينتبهون لذلك”.
وأرجع ماكنزي سبب ارتفاع الهجمات على القوات الأمريكية إلى قرار الإدارة الأمريكية بعدم التعامل مع الحوادث السابقة.
وأضاف أنه من المحتمل أن تقوم القيادة المركزية بتطوير خيارات للقيام بذلك، وبعد ذلك سيكون الأمر متروكاً لبايدن بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد وكيف سترد.