“بدأ الخطر بالفعل”.. بيدرسون يتحدث عن “ترياق التهدئة” في سورية
بدت إحاطة المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الاثنين، مختلفة عن سابقاتها، إذ حملت تحذيرات من احتمال “مرعب” للتصعيد و”مأزق استراتيجي”.
وقال بيدرسون إن المدنيين في سورية “يواجهون احتمالاً مرعباً لتصعيد محتمل، نظراً لتصاعد العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
مشيراً إلى أن المأزق الاستراتيجي الجديد يتمثل بـ “الصراع الوحشي على الخطوط الأمامية الثابتة، والعنف المستمر، والتصعيد المتقطع في القتال”.
“ليس مجرد خطر”
وخلال الإحاطة، قال بيدرسون إن امتداد الصراع لسورية “ليس مجرد خطر”، لافتاً إلى أن ذلك الصراع “قد بدأ بالفعل”.
وأوضح المبعوث الأممي أن “الغارات الجوية الأخيرة المنسوبة إلى إسرائيل والتي ضربت مطاري حلب ودمشق عدة مرات، أدت إلى توقف مؤقت لعمليات الخدمات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من هناك”.
وقال إن “سورية شهدت أسوأ موجة عنف منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما أدى إلى سقوط ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين وتدمير البنية التحتية”.
وأضاف أن “المدنيين السوريين تحملوا في الشهر الماضي معاناة كبيرة: تدهور الاقتصاد، والبنية التحتية المتدهورة، وتقارير عن الاعتقالات وانتهاكات الحقوق، وعدم إحراز تقدم بشأن الأفراد المحتجزين والمفقودين، والظروف غير الآمنة لعودة اللاجئين”.
واعتبر أن “الترياق الوحيد هو التهدئة الفورية”.
داعياً لوقف موجة العنف وإعادة التركيز على عملية سياسية ذات مصداقية، ترسم الطريق إلى الأمام في إطار يحترم ويستعيد بشكل كامل سيادة سورية ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وفق تعبيره.
وكانت الضربات الإسرائيلية قد اتخذت مساراً تصاعدياً في سورية، بعد الحرب التي بدأتها في قطاع غزة، رداً على هجوم حركة “حماس” في السابع من أكتوبر الحالي.
ولم تقتصر الضربات على مواقع عسكرية في جنوب سورية، بل طالت لأربع مرات مطاري حلب ودمشق، ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة.
وقصف الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين موقعين عسكريين في جنوب سورية، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع، وجاءت “رداً على إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل”.
واستهدفت ضربة إسرائيل الأخيرة في جنوب سورية “كتيبة الرادار” بمحيط بلدة قرفا في ريف محافظة درعا، واللواء 12 بمنطقة إزرع في الريف الشمالي.
وطالت مستودعات صواريخ وأسلحة ورادار للدفاعات الجوية، مما أدى لتدميرها.
وعلى إثر الضربات التي حصلت الأسبوع الماضي قتل 11 من العسكريين التابعين للنظام السوري، بينهم 4 ضباط، بينما أصيب ما لا يقل عن 10 آخرين بجروح.
وفي أعقاب هذه الحادثة ألقت طائرات إسرائيلية منشورات ورقية في ريف درعا تحذّر النظام السوري وقائد “اللواء 112” في نوى، وتتهمه بالمسؤولية عن إطلاق صواريخ باتجاه الجولان.