دعا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، مجلس الأمن إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية.
وأكد بيان مشترك صادر عنهما بعد قمة مشتركة، أنه و “في ضوء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في جميع أنحاء سورية، إضافة إلى تفشي جائحة كوفيد-19، ندعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين في سورية”.
وطالب البيان بإيصال المساعدات عبر الطرق الممكنة “بما في ذلك من خلال العمليات عبر الحدود وعبر خطوط النزاع”.
وتزامن ذلك مع إعراب الأمم المتحدة عن قلقها البالغ، إزاء تدهور الوضع الإنساني لملايين السوريين، واصفة الوضع في شمال غرب سورية بـ”المريب”.
وأكد بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اOCHA“، اليوم، أن أكثر من 90% من 3.4 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات.
كما أكد أن “الطريقة الوحيدة التي يمكن للأمم المتحدة من خلالها الوصول إلى هؤلاء الملايين من الناس، هي من خلال عملية عبر الحدود المصرح بها من قبل مجلس الأمن الدولي”.
وشدد على أن “معبر باب الهوى هو نقطة الدخول المتبقية للأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى شمال غرب سورية”.
واعتبرت أن “باب الهوى هو شريان الحياة الأخير، الذي يحول دون وقوع كارثة إنسانية لملايين الأشخاص في شمال غرب سورية”.
وتأتي التحذيرات الأممية قبل تصويت مجلس الأمن، في العاشر من الشهر المقبل، على تجديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الداخل السوري، وسط تخوف من استخدام روسيا حق النقض (الفيتو).
وكانت روسيا والصين استخدمتا، العام الماضي، حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار ألماني بلجيكي، ينص على تمديد آلية المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة وباب الهوى.
لكن بعد مفاوضات، وافقت روسيا على دخول المساعدات عبر نقطة حدودية واحدة فقط هي معبر باب الهوى لمدة عام كامل ينتهي في يوليو/ تموز المقبل.
وصدرت خلال الأيام الماضية دعوات من قبل منظمات إنسانية وإغاثية، إضافة إلى تصريحات أمريكية، تؤكد على ضرورة تمديد القرار وإدخال المساعدات.
في المقابل ألمح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى إمكانية استخدام الفيتو في جلسة التصويت.
وقال بوتين، خلال مقابلة مع قناة “NBC” الأمريكية أمس، إنه “يجب تنظيم إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل الناس بصرف النظر عن أي سياق سياسي”.
وأضاف: “لكن شركاءنا في الغرب، أي في الولايات المتحدة وأوروبا، يقولون إنهم لن يساعدوا (رئيس النظام بشار) الأسد. لكن ما هي علاقة الأسد مع هذا الأمر؟ ساعدوا الناس الذين يحتاجون إلى هذه المساعدة لكي تكون بحوزتهم أبسط المستلزمات. لكهم لا يرفعون القيود حتى على توريد المعدات الطبية والأدوية حتى في ظروف جائحة عدوى فيروس كورونا. هذا الأمر غير إنساني، لا يمكن تبرير هذا التعامل القاسي مع الناس بأي شيء”.
وزهم بوتين إلى أن موقف بلاده يتمثل في “ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية عبر الحكومة المركزية دون تمييز، كما يحدث ذلك في كل العالم وتنص عليه أحكام القانون الدولي”.