دعت تركيا الولايات المتحدة الأمريكية إلى وقف “التنمر” على السعودية بشأن أسعار النفط بعد قرار “أوبك” في وقت سابق هذا الشهر بخفض الإنتاج، ما تسبب في خلاف بين الرياض وواشنطن.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة قد تنتقد “أوبك +”، لخفض إنتاجها لكن “ليس من الصواب” تهديد الرياض.
وأضاف: “التنمر على السعودية غير مناسب. نحن نواجه تحديات مماثلة في أسعار الطاقة، لكننا لا نهدد أحداً”.
وأشار الوزير التركي، من جانب آخر إلى أن “الحظر الذي فرضه الغرب على إيران وفنزويلا ساهم في ارتفاع أسعار النفط”.
وتابع مخاطباً واشنطن: “إذا كنت تريد أن تنخفض أسعار النفط، فعليك إذن برفع تلك العقوبات. لا يمكنك حل هذه المشكلة من خلال تهديد الدولة فقط. يجب السماح لمنتجي النفط بالعودة إلى الإنتاج”.
وكان البيت الأبيض قد أعلن، الأسبوع الماضي، أنه سيراجع العلاقات الأمريكية السعودية بعد قرار “أوبك +”، بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً.
واتهمت واشنطن المملكة العربية السعودية بمساعدة روسيا من خلال زيادة أرباحها النفطية والخارجية، مع استمرارها في شن حرب في أوكرانيا.
لكن الرياض وأعضاء آخرين في “أوبك +” نفوا أن يكون القرار “ذا دوافع سياسية”.
وتخشى إدارة بايدن أن يكون خفض الإنتاج “ضربة سياسية” للحزب الديمقراطي قبل دورة الانتخابات النصفية، في شهر نوفمبر المقبل.
وأشار تقرير لموقع “ميدل إيست آي” إلى إن انتقادات جاويش أوغلو “مهمة” لأنها تظهر كيف عادت الخصمتان الإقليميتان تركيا والسعودية إلى المسار الصحيح في الوقت الذي يسعى فيه حلفاء إقليميون إلى تحقيق أجندات مشتركة.
وقال شخص مطلع على المحادثات التركية السعودية إن الرياض طلبت من أنقرة دعمها في خفض إنتاج “أوبك +”، وبعد ذلك أدلى جاويش أوغلو بالبيان.
ومنذ هذا الصيف، تسعى تركيا للحصول على وديعة بقيمة 20 مليار دولار من المملكة العربية السعودية، في محاولة لتعزيز احتياطياتها من العملات الأجنبية.
وقالت مصادر متعددة تحدثت لموقع “ميدل إيست آي” إن الرياض كانت بطيئة في منح الوديعة.
وفي يونيو / حزيران، زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنقرة، منهياً خلافاً استمر أربع سنوات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي رافقه إلى المطار عند مغادرته.
وجاءت الزيارة بعد أن أسقطت تركيا دعوى قضائية يحاكم فيها عملاء سعوديون يشتبه في قتلهم الصحفي جمال خاشقجي.