بعد تحركاتٍ لـ”الهيئة”..”حراس الدين” يدعو لـ”وقف التهور” و”توحيد الصف”
اتهم تنظيم “حراس الدين” في الشمال السوري “بعض المغرضين”، بمحاولة استفزاز عناصر التنظيم في مقراتهم، وإخراجهم من بعض المناطق في الشمال السوري.
ونشرت مؤسسة “البيان للإعلام الإسلامي”، التابعة لإعلام تنظيم “القاعدة”، بياناً باسم القيادي في “حراس الدين”، أبي محمد السوداني، واتهم فيها أطرافاً بمحاولة إخراج المقاتلين من مقراتهم.
وقال السوداني إنه “وللأسف نرى في هذه الأيام كثرة التحريض والتأليب على هذه الفئة من بعض المغرضين وغير المبالين بمصير الساحة، حتى كان آخر هذه الممارسات هو مضايقة واستفزاز مجاهدي الحراس في مقراتهم ومحاولة إخراجهم من بعض المناطق، وما يحزن أن يتم ذلك ممن هم محسوبين على المجاهدين”.
ولم يوضح السوداني الأطراف التي يقصدها في بيانه، إلا أنه تزامن مع استقدام ” هيئة تحرير الشام” رتلاً عسكرياً إلى بلدة أرمناز شمالي إدلب، لطرد مقاتلي “حراس الدين” من المنطقة.
ووفقاً لحساب “مزمجر الثورة”، المختص بالحديث عن انتهاكات “تحرير الشام” عبر “تلغرام”، فإن “أمنيين الجولاني استقدموا رتلاً إلى أرمناز يريدون طرد حراس الدين من المنطقة بالكامل، دون أي مشكلة أو حدث أو شكوى”.
وقال الحساب إن “الحراس رفضوا هذا التشبيح، وقالوا لهم مستعدين للشرع لأي أمر مطلوب علينا، وبعد الجدال والمشادات انصرفوا ورفضوا الحل شرعاً، ومازال التوتر قائم الآن”.
من جهته دعا السوداني “عقلاء الفصائل المجاهدة في سبيل الله التدخلَ لإيقاف هذا التهور”، معتبراً أن “الجميع يعلم أن الحراس لم تتدخل في أي قتال داخلي ولم تضر أحداً، ومن لديه أي مظلمة عند الحراس فالجلوس للتحاكم بالشرع هو الحل بإذن الله”.
كما دعا من أسماهم “العقلاء” إلى الاجتماع لـ”ترتيب الصف الداخلي والتفرغ لقتال النظام النصيري”.
ويأتي ذلك في ظل صراع يدور بين “التشكيلات الجهادية” المنتشرة على أجزاء من خريطة إدلب وريفها، والمنضوية فيما يسمى بـ”غرفة عمليات وحرض المؤمنين”، والتي تُحسب على تنظيم “القاعدة”، وبين تحرير الشام التي تحاول التفرد بالساحة والقضاء على أي تشكيلات.
واتُهمت “التشكيلات الجهادية” بمحاولة خلط الأوراق في إدلب، عبر رفضها للاتفاق الروسي التركي الموقع في الخامس من الشهر الماضي.
وكان عشرة مقاتلين من “التشكيلات الجهادية” خرجوا، بعد أيام من توقيع الاتفاق، بتسجيل مصور من على الطريق الدولي (m4)، وهددوا باستهداف أي تحرك لفتح الأوتوستراد.
كما تعرض رتل تركي قرب بلدة محمبل، الواقعة على “m4″، الشهر الماضي، إلى تفجير بعبوات ناسفة ما أدى إلى مقتل جندي تركي، وإصابة آخرين، ورغم عدم تبني عملية الاستهداف من أي جهة عسكرية، إلا أن أصابع الاتهام تركزت بشكل أساسي على “التشكيلات الجهادية”.
وتشكلت “غرفة عمليات وحرض المؤمنين”، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وتضم كلًا من فصائل: “تنظيم حراس الدين”، “أنصار التوحيد”، “جبهة أنصار الدين”، “جبهة أنصار الإسلام”.
وكانت التشكيلات المذكورة قد انشقت عن “هيئة تحرير الشام” على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، واتهمت بتبعيتها لتنظيم “القاعدة”، وبينما دخلت على عدة فترات بصدام مع “تحرير الشام”، تلقت ضربات “موجعة” من قبل التحالف الدولي، والذي قتل معظم قادة التيار المتشدد فيها، بضربات جوية في ريف حلب الغربي، وعلى رأسهم: “أبو عمر التونسي” و”أبو يحيى الجزائري” و”أبو دجانة التونسي” و”أبو ذر المصري”.
بعد يوليو/ تموز عام 2019 خسرت التشكيلات الجهادية أبرز شخصياتها المؤثرة، بفعل الضربات التي نفذها التحالف الدولي على مواقعها، و خصّت تنظيم “حراس الدين”، والذي يعتبر أبرز الفصائل الفاعلة في “غرفة عمليات وحرض المؤمنين”، وأكثرها شهرة.