بعد شهرين من الهدوء.. تصعيد في إدلب ينذر بعودة المعارك
شهدت ساحة إدلب في الشمال السوري، خلال الساعات الماضية، تصعيداً لافتاً قد ينذر بعودة المعارك والاشتباكات بين الفصائل ونظام الأسد، بعد شهرين من التهدئة ووقف إطلاق النار.
وأعلنت “غرفة عمليات وحرض المؤمنين” في بيان، اليوم الأحد، هجومها على مواقع قوات الأسد في محور سهل الغاب بريف حماة، وسيطرت على قرية طنجرة وعدة نقاط أخرى في السهل، إضافة إلى قتل وجرح العديد من الميليشيات.
كما أعلنت استهداف قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، بعدة صواريخ “غراد”، مشيرة إلى تحقيق إصابات مؤكدة.
وتشكلت “عرفة عمليات وحرض المؤمنين” في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وتضم كلاً من فصائل: “تنظيم حراس الدين”، “أنصار التوحيد”، “جبهة أنصار الدين”، “جبهة أنصار الإسلام”، التي توصف بـ”الجهادية”، إلا أن فصيل “أنصار التوحيد” أعلن خروجه منها الأسبوع الماضي.
ورفضت “التشكيلات الجهادية”، التي تُحسب على تنظيم “القاعدة”، وتُصنف على “قوائم الإرهاب”، إلى جانب “هيئة تحرير الشام”، الاتفاق التركي- الروسي في إدلب.
في المقابل استمرت قوات الأسد بخرقها لوقف إطلاق النار، من خلال قصفها المتكرر على عدة مناطق في ريف إدلب، إضافة إلى محاولات متكررة بالتسلل.
وحاولت قوات الأسد، أمس السبت، التقدم على محور قريتي معارة عليا في محيط مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، إلى جانب محاولة في جبل شحشبو جنوبي إدلب.
كما قصفت بالمدفعية والصواريخ بلدات كنصفرة وكفرعويد ومحيط البارة والفطيرة وسفوهن وفيلفل بريف إدلب الجنوبي، ومعارة عليا ومجيرز وآفس شرق إدلب.
واستهدفت قوات الأسد، الأسبوع الماضي، عناصر من الجيش التركي في محور آفس بريف إدلب الشرقي، ما أدى إلى تدمير جرافتين مصفحتين للجيش التركي بصاروخ “م. د”، وإصابة جندي.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتفق مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 5 مارس/ آذار الماضي، على وقف إطلاق النار في إدلب، وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي (M4).
لكن قوات الأسد استمرت بخرقها للاتفاق بشكل متكرر، عبر استهدافها لمناطق في ريف إدلب، بقذائف مدفعية ورشاشات.
ووفقاً للاتفاق سيرت تركيا وروسيا تسع دوريات مشتركة، سبعة منها كانت قصيرة بين بلدتي الترنبة والنيرب بريف إدلب، بسبب اعتصام مجموعة من المدنيين والعسكريين على الطريق، رفضاً لدخول الروس إلى المنطقة.
لكن الدورية الثامنة والتاسعة وصلتا إلى مسافة أطول، إذ ووصلت الأخيرة إلى مشارف مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي لأول مرة.
ولم يصدر أي رد من قبل الضامنين للاتفاق حول خروقات اليوم، حتى إعداد التقرير، وخاصة من قبل تركيا الملزمة بضبط هذه التشكيلات بحسب الاتفاق.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوص آكار، هدد مراراً باستخدام التدابير اللازمة كافة، لإرغام الأطراف غير الممتثلة لوقف إطلا النار.