بينما تواصل إسرائيل حملتها العنيفة على غزة لليوم السابع على التوالي فتح “بلاغ” من جانبها وتلقته الأمم المتحدة باب تحذيرات من “مشروع خطير”، يقوم على تهجير أكثر من مليون فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه.
وأعلنت الأمم المتحدة، في وقت متأخر من مساء الخميس، أن الجيش الإسرائيلي أبلغ المنظمة بأن “على الفلسطينيين الموجودين شمالي قطاع غزة، الانتقال إلى جنوبه خلال 24 ساعة”.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان نقلته “رويترز” إن “تلك الخطوة تعني نقل نحو 1.1 مليون شخص”، مضيفاً أن المنظمة تعتبر أنه “من المستحيل حدوث تلك الخطوة دون تبعات إنسانية مدمرة”.
وأضاف: “الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، إذا تم تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي”.
في المقابل نقلت “رويترز” عن مسؤول في حركة “حماس” الفلسطينية قوله إن تحذير سكان غزة للانتقال “دعاية زائفة ونحث مواطنينا على عدم الانسياق وراءه”.
وبدوره دعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الجمعة، المواطنين في القطاع إلى “عدم التعاطي مع محاولات الاحتلال التي تأتي ضمن الحرب النفسية”.
وقال المكتب، التابع لحكومة غزة، في تصريح صحافي أوردته “الأناضول”: “يحاول الاحتلال بث وتمرير بعض الأخبار الدعائية الكاذبة بطرق مختلفة، مستهدفاً إحداث بلبلة بين المواطنين والمس بتماسك جبهتنا الداخلية”.
وأضاف: “من ضمن هذه المحاولات ما يتداول حول الطلب من بعض العاملين بالمؤسسات الدولية التوجه للجنوب”.
وتابعت وزارة الداخلية في غزة أن “الاحتلال يريد أن يهجرنا عن أرضنا هجرة ثانية وأقول لشعبنا اثبتوا في منازلكم ولا تتركوها”.
“تحذيرات مصرية أردنية”
ويشن الجيش الإسرائيلي حرب إبادة على قطاع غزة، عبر سلسلة من المجازر الجماعية التي يرتكبها، في ظل تواصل قصفه العنيف على الأحياء السكنية واتباعه سياسة الأرض المحروقة.
وفيما دخلت عملية “طوفان الأقصى” يومها السابع، تواصل الفصائل الفلسطينية الرّد عبر استهدافها الأراضي المحتلة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة أنه سينفذ عمليات عسكرية في مدينة غزة خلال الأيام المقبلة، داعياً “جميع سكان المدينة” إلى ترك منازلهم.
وقال في بيان، إنه يدعو “كافة سكان مدينة غزة لإخلاء منازلهم والتوجه جنوباً، من أجل حمايتهم”، موضحاً أنه “لن يسمح بالعودة إلى مدينة غزة إلا بعد صدور بيان يسمح بذلك”.
وهذه الإجراءات التي تم الإعلان عنها، تعني أن السكان في قطاع غزة سيفرون من أي قصف نحو جنوبي القطاع، أي نحو الحدود المصرية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكد، الخميس، ضرورة أن يبقى سكان غزة “صامدين ومتواجدين على أرضهم”.
لكنه أوضح أيضاً أن مصر “ملتزمة بوصول المساعدات سواء كانت طبية أو إنسانية في هذا الوقت الصعب إلى القطاع”، مؤكداً “الموقف الثابت للقاهرة، بضمان الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني”.
#السيسي: نحذر من محاولات تصفية القضية الفلسطينية#قطاع_غزة#العربية pic.twitter.com/pFITh0PoTs
— العربية (@AlArabiya) October 13, 2023
وفي سياق متصل، حذر الأردن في بيان لوزارة الخارجية، الخميس، من فكرة “تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر”.
وحذر وزير الخارجية أيمن الصفدي، من “أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر، وترحيل الأزمة إلى دول الجوار”، مشدداً على أن كل الدول العربية “أكدت أنها ستتصدى جماعياً لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم”.
كما حذر من “محاولات لمفاقمة قضية اللاجئين، الذين يجب تلبية حقهم في العودة والتعويض في إطار حل شامل للصراع، يعالج جميع قضايا الوضع النهائي، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية”.
عمّان، ١٢ تشرين الأول، ٢٠٢٣- أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، أن أهل غزة أطفالاً وشيوخاً ونساءاً يستحقون من المجتمع الدولي كله تحركاً فورياً لحمايتهم وتوفير احتياجاتهم الغذائية والدوائية والإنسانية، في الوقت الذي تتعمق فيه معاناتهم نتيجة… pic.twitter.com/aRPGLhPYLW
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) October 12, 2023
“نكبة جديدة”
وكتب المفكر العربي، عزمي بشارة عبر “فيس بوك” أنه “وبعد حكومة الطوارئ يجري الآن التهجير تحضيراً للعمليات البرية، اجتياح أو غيره”.
وتابع: “وأمام أعيننا تجري عملية دولية كبرى يتواطأ فيها قادة سياسيون وقادة رأي عام في نشر الأضاليل والخداع والكذب، وتوجيه وسائل الإعلام في مسار واحد، وصم الآذان عن سماع الحقائق، وإسكات أصوات الاحتجاج، وتجهيز المزاج العام لتقبل ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين (تذكرون فرية سلاح الدمار الشامل في العراق!)”.
وأضاف بشارة: “هذا ما يجري حين يتخذ القرار ولا يعود ثمة فرق بين الحقيقة والكذب. وفي هذه الحالة كل شيء في خدمة تنفيذ القرار المتفق عليه بين أمريكا وإسرائيل بشأن غزة وقضية فلسطين”.
بعد حكومة الطوارئ يجري الآن التهجير تحضيرا للعمليات البرية، اجتياح او غيره. وأمام أعيننا تجري عملية دولية كبرى يتواطأ فيها قادة سياسيون وقادة رأي عام في نشر الأضاليل والخداع والكذب، وتوجيه وسائل الإعلام في مسار واحد، وصم الآذان عن سماع الحقائق، وإسكات أصوات الاحتجاج، وتجهيز…
— عزمي بشارة (@AzmiBishara) October 13, 2023
وأشار صحفيون من غزة، بينهم مراسل قناة “المملكة” الأردنية أن “غزة أمام حدث خطير جداً”، وأن “قرار إخلاء شمالي القطاع يعني تهجير أكثر من مليون فلسطيني”.
مراسل المملكة: غزة أمام حدث خطير جدا .. قرار إخلاء شمالي القطاع يعني تهجير أكثر من مليون فلسطيني #فلسطين #غزة #قطاع_غزة #طوفان_الأقصى #هنا_المملكة pic.twitter.com/vPRQzPCjtz
— قناة المملكة (@AlMamlakaTV) October 13, 2023
وأضاف الباحث السوري، أحمد أبا زيد أنه “تتم عملية تهجير واسعة وسط مذبحة مستمرة تمهيداً لعملية عسكرية برية”، مشيراً إلى أن “حشد مليوني فلسطيني على حدود مصر دون السماح بتوصيل مساعدات لهم، مشروع إبادة علني بموافقة دولية”.
إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة بوجوب انتقال 1.1 مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ونقل مكاتب الأمم المتحدة معهم.
تتم عملية تهجير واسعة وسط مذبحة مستمرة تمهيدًا لعملية عسكرية برية، حشد مليوني فلسطيني على حدود مصر دون السماح بتوصيل مساعدات لهم، مشروع إبادة علني بموافقة دولية pic.twitter.com/UW5bU9vS9P— أحمد أبازيد (@abazeid89) October 13, 2023
وأوضح الدكتور مصطفى البرغوقي على قناة “الجزيرة”، مساء الخميس أن ما يحصل “نكبة جديدة تراد بالفلسطينيين كنكبة 1948”.
وقال إن “تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر سيعقبه تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن”.
الدكتور مصطفى البرغوتي على الجزيرة ردا على الاكاديمي الإسرائيلي مردخاي كيدار الذي طالب مصر باستقبال اهل غزة في سيناء لحين انتهاء الحرب : "هذه نكبة جديدة تراد بالفلسطينيين كنكبة ١٩٤٨. تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر سيعقبه تهجير الفلسطينيين من الضفة الى الأردن."
والحقيقة ان هذا…— زين العابدين توفيق (@zeintawfik) October 12, 2023