يتجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى السعودية ،اليوم الثلاثاء، في زيارة “نوعية”، لرأب الصدع الذي طال العلاقات السعودية- الأمريكية مؤخراً.
وتستمر زيارة بلينكن للسعودية ثلاثة أيام، سيناقش خلالها الوزير الأمريكي ملفات عدة، من شأنها تخفيف حدة التوتر في العلاقات بين البلدين.
وشهدت العلاقات الأمريكية- السعودية انعطافات “غير مسبوقة”، خلال السنوات الماضية، تخللها خلافات حول ملفات عدة، أبرزها سجل حقوق الإنسان في السعودية، وأسعار النفط، والعلاقات مع إيران.
ملفات يناقشها بلينكن في السعودية
بحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين، فإن بلينكن سيبحث في السعودية ملفات “محورية”، أبرزها العلاقات السعودية مع الصين.
وقال ريتشارد جولدبيرج، كبير المستشارين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن تثبيط العلاقات السعودية- الصينية “الوثيقة” ربما يكون العنصر الأكثر أهمية في زيارة بلينكين.
وأضاف حسبما نقلت “رويترز” عنه: “ينبغي على بلينكين أن يشرح لماذا لا تتوافق المصالح الصينية مع السعودية، ولماذا تمنع العلاقات الوثيقة بطريقة استراتيجية علاقات أوثق مع واشنطن”.
كما يبحث بلينكن مع كبار المسؤولين السعوديين ملف النفط، إذ تسعى واشنطن إلى التفاهم مع الرياض حول أسعار النفط.
وكانت السعودية، أكبر مُصدّر نفط في العالم، قد قررت مؤخراً خفض إنتاج النفط بشكل كبير، ما أثار حفيظة واشنطن.
وعلى صعيد آخر، يسعى بلينكن خلال زيارته للسعودية إلى فتح ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
وقال إن لواشنطن “مصلحة أمنية وطنية حقيقية” في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية.
لكنه أشار في حديثه للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، أمس الاثنين، إلى أن ذلك لن يحدث بسرعة.
وكذلك، يبحث وزير الخارجية الأمريكي مع مسؤولين سعوديين تطورات العلاقات بين السعودية وإيران، بعد إعلان استئناف العلاقات بين البلدين.
تحالفات بعيدة عن واشنطن
تعتبر الولايات المتحدة الحليف التاريخي الأبرز للسعودية، وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً لافتاً خلال فترة حكم دونالد ترامب.
إلا أن تلك العلاقات سجلت توتراً غير عادي، مع وصول الديمقراطيين بقيادة جو بايدن للحكم.
وكانت قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في سفارة بلاده بمدينة اسطنبول، القضية البارزة في الخلاف بين البلدين.
وتتهم واشنطن ولي العهد السعودي بالوقوف وراء قتله، لكن الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب، أبدى مرونة حيال الرياض.
في حين قال الرئيس الحالي جو بايدن، خلال حملته الانتخابية عام 2019، إنه سيعامل الرياض كـ “منبوذة” في حال فوزه.
وكان بايدن قد أجرى زيارة إلى السعودية العام الماضي، إلا أنها لم تسهم بخفض التوتر بين البلدين.
كل ذلك دفع السعودية إلى بناء تحالفات جديدة بعيدة عن التحالفات التقليدية مع الولايات المتحدة والغرب.
وكانت السعودية أعلنت، في مارس/ آذار الماضي، عن عودة العلاقات رسمياً مع إيران، عبر إعادة فتح السفارات واستئناف زيارات المسؤولين، بوساطة صينية.
ثم أعلنت استئناف علاقاتها مع النظام السوري، ووجهت دعوة رسمية للأسد لحضور “قمة جدة” الشهر الماضي.
وينظر الغرب لإيران والنظام السوري على أنهما “منبوذان” دولياً
ومن التحالفات الجديدة للسعودية، توجهها لتعزيز علاقاتها مع الصين، وهو المحور “المعادي” للغرب منذ عقود.