تتبادل الولايات المتحدة الأمريكية ونظام الأسد “رسائل” بمساعدة سلطنة عُمان، بحسب ما كشف وزير الخارجية العماني، سيد بدر البوسعيدي.
وتتعلق “الرسائل المتبادلة” بشأن مصير الصحفي الأمريكي المفقود، أوستن تايس، وخمسة آخرين، الذين يُعتقد أن نظام الأسد قد احتجزهم.
وقال البوسعيدي في حوار مع موقع “المونيتور“، اليوم السبت: “نعلم على الأقل أن هناك رسائل تتأرجح ذهاباً وإياباً”.
وأضاف: “لا أستطيع أن أخبرك أنهم أقرب إلى إيجاد مخرج بعد. لكن العملية بدأت، وآمل أن تستمر، بمساعدتنا”.
وكانت تقارير إعلامية قد أفادت لأول مرة في أبريل/نيسان الماضي أن مسؤولين أمريكيين وسوريين التقوا في العاصمة العمانية مسقط لمناقشة قضية “تايس”.
ولم يؤكد البوسعيدي أن بلاده استضافت مثل هذه المحادثات، لكنه قال إنه تم تبادل الرسائل بين واشنطن ودمشق “جزئياً” بمساعدة السلطنة الخليجية.
“تايس ليس الوحيد”
وأقرت إدارة بايدن سابقاً بانخراطها في التواصل مع النظام السوري بشأن الصحفي الأمريكي المفقود.
وأفاد تقرير غربي في فبراير 2022 أن الإدارة تحدثت مع نظام الأسد حول مجد كمالماز، وهو مواطن أمريكي آخر يعتقد أن الأخير قد احتجزه أيضاً.
وتابع البوسعيدي: “نأمل أن نرى سورية مندمجة بالكامل في المجتمع الدولي”.
وقال: “هناك أسئلة تتعلق بأشخاص معينين، تتعلق بجوانب معينة تحتاج إلى إنهاء”.
وعبّر وزير الخارجية العماني عن تفاؤله بأن “المشاركة المتجددة مع سورية يمكن أن تساعد في مواجهة تحديات البلاد، بما في ذلك محنة اللاجئين وتهريب المخدرات عبر حدودها”.
ولم تقطع عُمان علاقاتها مع النظام السوري، وصوتت الشهر الماضي لاستعادة عضويتها في جامعة الدول العربية، بعد أكثر من عقد من طرد الأخير بسبب قمعه الدموي للمتظاهرين.
وأضاف البوسعيدي أن “عودة سورية إلى الجامعة ستمكّنها من معالجة هذه القضايا، وتلبية بعض متطلبات البلاد للتعافي وإعادة البناء والمصالحة”.
“هذا ما دفعنا وبقية العرب في نهاية المطاف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات ومحاولة إيجاد صفقة، وإيجاد طريقة أفضل للخروج من هذه الأزمة يوماً ما – وهو طريق طويل لنقطعه”.
واعترف البوسعيدي بالشكوك الغربية في أن بشار الأسد سيكون على استعداد لتقديم أي تنازلات مقابل إعادة تأهيله العالمي.
لكنه أشار إلى مجموعة الاتصال الوزارية التابعة لجامعة الدول العربية باعتبارها مكاناً لـ “تمكين الحكومة السورية من الوفاء ببعض الأمور”.
“تعليق سابق”
وسبق وأن علق النظام السوري أواخر العام الماضي على الأنباء المتداولة بشأن وجود وساطة عمانية للإفراج عن الصحفي الأميركي أوستن تايس، الذي اختُطف قبل عقد من الزمن في دمشق.
ونقلت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، في نوفمبر 2022 عمن سمتها بـ”الأوساط الدبلوماسية” أنه لا وجود لوساطة أو مفاوضات يقوم بها أي طرف.
وتابعت: “سواء المدير العام للأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم كما أُذيع قبل فترة، أم سلطنة عمان عبر وزير خارجيتها بدر بن حمد البوسعيدي”.
في غضون ذلك ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في مايو الماضي أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، جددت محادثاتها المباشرة مع النظام السوري لتحديد مصير أوستن تايس.
ونقلت “وول ستريت” عن مسؤولين في الشرق الأوسط مطلعين على الملف قولهم إن المفاوضين الأميركيين عقدوا سلسلة اجتماعات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين في حكومة النظام السوري، بعد أن طلبت واشنطن، نهاية العام الماضي، من سلطنة عمان تسريع جهود الوساطة مع النظام في هذا الملف.
وإلى جانب تايس تشمل المفاوضات أميركيين آخرين مختفين في سورية، منهم الطبيب مجد كم ألماز، وهو سوري أميركي اختفى بعد إيقافه في 2017، على نقطة تفتيش تابعة للنظام في دمشق.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سابقاً أن بلاده تعمل مع دولة ثالثة لإعادة تايس إلى الولايات المتحدة، فيما تعامل البيت الأبيض بحذر مع ما ذكرته “وول ستريت”.
وقالت المتحدثة باسمه كارين جان بيير، إن “واشنطن لا تؤكد حصول أي اجتماعات في الماضي أو الحاضر مع دمشق، في إطار حوار مباشر حول مصير الصحافي المفقود أوستن تايس”.
وأضافت: “كما تعلمون، فإن الاجتماعات العامة والمفاوضات لتأمين الإفراج عن الأميركيين المحتجزين بشكل غير قانوني، قضية حساسة جداً”.