يلتقي وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، في زيارة رسمية يجريها للولايات المتحدة، وتستمر حتى 20 من يناير/ كانون الثاني الجاري.
جاويش أوغلو يحمل في زيارته ملفات عالقة بين البلدين، سعياً منه لإيجاد حل لها، في إطار سياسة “إدارة الخلافات” التي شهدتها العلاقات التركية- الأمريكية، منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن للحكم، مطلع عام 2021.
صفقة “F-16”
يأتي ملف بيع طائرات “F-16” الأمريكية لتركيا على رأس جدول أعمال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في واشنطن، قبل أيام من تقديم الكونغرس الأمريكي رأيه الرسمي في إتمام هذه الصفقة العالقة.
وذكرت شبكة “بي بي سي” بنسختها التركية، أن أهم موضوع على طاولة وزيري خارجية تركيا وأمريكا هو ما إذا كانت هذه الصفقة ستتم الموافقة عليها أم لا.
وأحدثت تلك الصفقة فجوة في العلاقات بين البلدين، بعد شراء تركيا أنظمة دفاع جوي من روسيا عام 2019، ما دفع واشنطن إلى التراجع عن بيع طائرات “F-16” لأنقرة.
ومع انخفاض التوتر بين البلدين عام 2021، قدمت تركيا طلباً رسمياً لشراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز “F-16” من الولايات المتحدة، و79 مجموعة تحديث لأساطيلها الحالية، حتى لا تتعرض لضعف في القوة الجوية بسبب إزالتها من برنامج طائرات “F-35”.
ويعارض عدد بارز من أعضاء الكونغرس الأمريكي إتمام هذه الصفقة، رغم موافقة بايدن عليها، إلا أن مصادر في أنقرة توقعت حصول تركيا على طائرات “F-16″، حسب “بي بي سي”.
التقارب مع الأسد
الملف الثاني الذي سيأخذ حيزاً من مباحثات جاويش أوغلو وبلينكن، هو موضوع التقارب بين تركيا والنظام السوري، وعودة المباحثات بين الجانبين برعاية روسية بعد انقطاع 11 عاماً.
وكانت الولايات المتحدة أبلغت تركيا رسالتها بأنه لا ينبغي لأي دولة الاتصال مع النظام السوري، وذلك بعد اللقاء الذي جمع وزير الدفاع التركي ووزير دفاع النظام في موسكو، الشهر الماضي.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحافيين، مطلع الشهر الجاري، “نحن لا ندعم الدول التي تعزّز علاقاتها أو تعرب عن دعمها لإعادة الاعتبار لبشّار الأسد، الديكتاتور الوحشي”.
وأضاف برايس، “نحضّ الدول على أن تدرس بعناية سجلّ حقوق الإنسان المروّع لنظام الأسد على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، في الوقت الذي يواصل فيه ارتكاب فظائع ضدّ الشعب السوري ويمنع وصول مساعدات إنسانية منقذة للحياة”.
وكان وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، قد قال إن بلاده تتفهم معارضة الولايات المتحدة خطوة “التطبيع” مع نظام الأسد.
لكن اعتبر أن على واشنطن، رؤية عدم الوصول إلى نتيجة في سورية منذ سنوات، كما أنها لم تقدم أي حلول أو مقترحات لمحاربة “وحدات حماية الشعب” و”حزب العمال الكردستاني”، حسب أوغلو.
دعم “العمال الكردستاني” في سورية
قالت قناة “TRT” التركية في تقرير لها، أمس الثلاثاء، إن وزير الخارجية التركي سينقل لنظيره التركي “عدم رضا” بلاده عن الدعم الذي تقدمه واشنطن لـ “وحدات حماية الشعب” التابعة لـ “حزب العمال الكردستاني” في سورية.
وأضافت أن جاويش أوغلو سيؤكد للجانب الأمريكي عزم بلاده على مواصلة محاربة “الإرهاب” عند حدودها.
وتصنف تركيا “الوحدات” و”العمال الكردستاني” على قوائم الإرهاب، وتعتبر تواجدهما تحت جناح “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) خطراً على أمنها القومي.
وتتوقع تركيا أن تفي الولايات المتحدة وروسيا بوعودهما في عام 2019، وإجبار “وحدات حماية الشعب” على التراجع على بعد 30 كيلومتراً على الأقل جنوب الحدود التركية (داخل سورية).
وتهدد تركيا بأنه إذا لم يتم اتخاذ هذه الخطوة، فإنها ستشن عملية عسكرية جديدة للقضاء على وجود “الوحدات” في شمال شرق سورية، وخاصة في تل رفعت ومنبج وعين العرب.
إلى جانب الملفات السابقة، من المتوقع أن يناقش وزيرا خارجية تركيا والولايات المتحدة ملف الحرب الروسية على أوكرانيا، ومسألة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف “الناتو” وهو ما تعارضه تركيا، بالإضافة إلى أزمة شرق المتوسط بين تركيا واليونان.