“بين سورية وأوكرانيا”.. إسرائيل تسير على “خيط رفيع” مع روسيا
تحاول إسرائيل البقاء “على الحياد” بشأن ما يحصل في أوكرانيا، في مسعى منها لإبعاد أي تهديد عن التنسيق العسكري الذي تسير فيه مع روسيا على الأراضي السورية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد في تصريحات نشرتها صحيفة “معاريف“، اليوم الجمعة، إن هناك عدّة اعتبارات تتخذها بلاده في تعاملها مع الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومن هذه الاعتبارات اتخاذ موقف الحياد لعدم تعرّض طياريها لاستهداف روسي.
وأضاف لابيد خلال مؤتمر حضره في جامعة “ريتشمان”: “كان علينا الحفاظ على موقفنا بين الهجوم في أوكرانيا ومصالحنا في سورية. يجب أن نمنع احتمال إسقاط أي طيار إسرائيلي في سورية وأسره”.
وتابع المسؤول الإسرائيلي أن القضية بين روسيا وأوكرانيا تحتاج لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، بقوله: “أؤمن بالحياة المشتركة، لا أعتقد أن اليساريين يخدعون، ولا أن اليمينيون فاشيون، وأفهم أن الوسط يقترح ديمقراطية وليست مشاجرة”.
وتأتي كلمات وزير الخارجية الإسرائيلي بعد يوم من تصريحات للسفير الروسي في سورية، ألكسندر يفيموف، حيث قال إن إسرائيل تستفز بلاده، بهجماتها المتكررة على مواقع عسكرية تابعة لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية.
واعتبر يفيموف، خلال كلمة له في دمشق، أمس الخميس، أن الاستفزاز الإسرائيلي هدفه دفع موسكو للقيام “برد فعل”، سيؤدي للتصعيد في المنطقة.
وأضاف أن “إسرائيل تستفزنا لنقوم برد فعل، وهذه الأعمال تهدف لتصعيد التوتر واستئناف العمليات العسكرية وإفساح المجال للغرب للقيام بنشاطات عسكرية في سورية”، مشيراً: “علينا أن نصبر كي لا نقوم بخطوات يمكن أن تؤدي لتداعيات غير متوقعة وسلبية”.
وإسرائيل هي واحدة من الدول القليلة التي لديها علاقات عمل جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا.
وحافظت إسرائيل وروسيا، في السنوات الأخيرة على ما يسمى بآلية عدم التضارب التي تعمل على منع القوات الإسرائيلية والروسية من الاشتباك في سورية.
وروسيا هي اللاعب الرئيسي الذي يدعم نظام الأسد سياسياً وعسكرياً، منذ عام 2015، بينما تشن إسرائيل حملة منذ سنوات طويلة من الضربات الجوية تستهدف المقاتلين الموالين لإيران الموجودين هناك.
وكانت إسرائيل قد أعربت عن قلقها بشأن الغزو وعرضت مساعدات إنسانية على الشعب الأوكراني.
لكن رئيس الوزراء، نفتالي بينيت تجنب إدانة روسيا أو حتى ذكر الدولة بالاسم في تصريحاته منذ بدء العملية العسكرية الواسعة عبر الحدود الروسية، والتي بدأت في يوم 24 من فبراير / شباط الماضي.