“تحالف جديد خلفه إيران”.. هل تفك واشنطن عقدة استهداف قواعدها؟
تدور الشكوك الأمريكية حول وقوف إيران وراء التحالف العسكري الجديد، الذي تبنى مؤخراً استهداف القوات الأمريكية في سورية والعراق، تحت اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”.
وهذه الجماعة، التي لم تكن معروفة سابقاً، تتبنى هجمات يومية بالصواريخ والطائرات بدون طيار ضد القوات الأمريكية المنتشرة في العراق وسورية.
“أكثر من مجرد فصيل”
وفي تقرير لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، أمس الخميس، قالت فيه إن هذه الجماعة ليست كياناً فريداً بحد ذاته.
ونقلت عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية “سينتكوم” قوله إن “المقاومة الإسلامية في العراق هو مصطلح واسع يستخدم لوصف عمليات جميع الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة”.
وشهد الأسبوعان الماضيان تزايد الهجمات ضد القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط خاصة في سورية والعراق.
وقال البنتاغون في بيان، أمس الخميس، إن ما لا يقل عن 28 هجوماً وقع على منشآت أمريكية في العراق وسورية، منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتبنى فصيل جديد تحت اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، تلك الهجمات.
وأعلن، أمس الخميس، عن بدء مرحلة جديدة “أشد وأوسع” ضد القوات الأمريكية “بسبب دعمها لإسرائيل في غزة”.
وقال في بيان له: “نصرة لأهلنا في فلسطين، وثأراً للشهداء، سنبدأ الأسبوع المقبل، مرحلة جديدة في مواجهة الأعداء، وستكون أشد وأوسع على قواعده في المنطقة”.
وفي واحدة من أحدث الهجمات على القوات الأمريكية، قالت المقاومة الإسلامية في العراق في بيان يوم الأربعاء إن مقاتليها “استهدفوا قاعدة التنف للاحتلال الأمريكي في سورية بطائرتين مسيرتين”.
وبعد ساعات، أعلن التنظيم عن هجوم جديد على القوات الأمريكية، وهذه المرة في العراق، بعد أن استهدف “قاعدة الاحتلال الأمريكي المحاذية لمطار أربيل، بطائرتين مسيرتين”.
وبحسب المجلة الأمريكية فإن بعض الميليشيات الأكثر نفوذاً في العراق أعلنت صراحةً عن استعدادها لتصعيد المقاومة ضد إسرائيل وحلفائها، منذ بدء التصعيد بين “حماس” وإسرائيل في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ضغوط على بايدن
ويواجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضغوطاً داخلية من أجل حماية القوات الأمريكية العاملة في الشرق الأوسط، والتي تعرضت مؤخراً لهجمات عدة.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن على بايدن الموازنة بين حماية القوات الأمريكية في سورية والعراق، وبين الرد على هذه الهجمات دون الانجرار لخطر صراع أكبر.
وفي تقرير لها، الأسبوع الماضي، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن بايدن “يواجه ضغوطاً متزايدة لضرب وكلاء إيران الذين هاجموا وأصابوا بشكل متكرر القوات الأمريكية في العراق وسورية هذا الشهر”.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين أن بايدن “يدرس أي قرار للانتقام، في ظل مخاوفه الأوسع من أن الحرب في غزة قد تكون على شفا الانفجار في عاصفة قد تشمل المنطقة بأكملها”.
وبعدها بساعات، شنت الولايات المتحدة هجمات ضد منشآت للأسلحة والذخيرة، تابعة للمليشيات الإيرانية في سورية، في أول رد من واشنطن منذ تصاعد الهجمات ضد قواعدها في سورية والعراق قبل أكثر من أسبوع.
وقال البنتاغون في بيان له، الجمعة الماضي، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر بضرب منشأتين يستخدمهما “الحرس الثوري الإيراني” والمليشيات التي يدعمها في سورية.
وحذر من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت هجمات المليشيات الإيرانية ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
ويوجد حوالي 900 جندي أمريكي في سورية و2500 جندي آخر في العراق، وتركز المجموعتان على “منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية”.