في أحد الصالات الرياضية ببلدة دير حسان شمالي إدلب، يقبل الشاب إبراهيم العيد على رياضة بناء الأجسام، للحصول على جسد صحي متناسق، حسب تعبيره، متجاوزاً محنتي النزوح والوضع المادي السيء.
يقول إبراهيم، عشريني مهجر من ريف حلب، لـ “السورية نت”، إن ظروف النزوح إلى ريف إدلب لم تمنعه من ممارسة الرياضة التي يحب، رغبة منه بالحصول على جسد “متناسق”، ساعده على ذلك افتتاح عدد من الصالات الرياضية في المنطقة.
تحدٍ للظروف
مؤخراً، شهدت رياضة بناء الأجسام إقبالاً ملحوظاً من قبل الشباب في إدلب بهدف تحسين لياقتهم البدنية والحصول على المعالجة الفيزيائية بالنسبة لمصابي الحرب، حيث تم افتتاح عدد من الصالات الرياضية التي تحتوي أجهزة حديثة مستوردة، بالإضافة لوجود صالات خاصة بالنساء.
ولا يتوقف الأمر عند بناء العضلات، بل تنتشر أيضاً تدريبات أخرى خاصة بالتنشيف واللياقة البدنية بالاضافة لرفع الأثقال وتحسين مظهر الجسم، بهدف المشاركة ببطولات محلية على مستوى إدلب أو شمال غربي سورية.
وعن سبب إقبال الشباب على رياضة بناء الأجسام، يقول السيد أحمد شما، مدير صالة الوليد الرياضية في مدينة الدانا شمالي إدلب، في حديثه لـ “السورية نت”، إن أبرز الأسباب هي “الحفاظ على جمالية أجسامهم وزيادة لياقتهم وقوتهم البدنية، باعتبارها عامل أساسي في نجاح أي شخص وتحقيق الراحة النفسية في ظل الضغوطات الحياتية التي يعيشها الناس في المنطقة”.
ويضيف: “قمنا بافتتاح النادي مطلع عام 2020 عبر استيراد الأجهزة من تركيا، وبعد إقبال الشباب على الصالة قمنا بشراء أجهزة حديثة واستبدال الأجهزة القديمة، قبل أيام، في سبيل مواكبة أبرز تحديثات رياضة بناء الأجسام”.
وبحسب السيد شما، وهو عضو في الاتحاد الرياضي العام في إدلب، يوجد في الصالة أربعة مدربين محترفين ولديهم شهادات علمية في تدريب بناء الأجسام واللياقة والقوى البدنية، ويعملون بجانب المتدربين من خلال تدريبهم المستمر ومتابعتهم وإعطائهم نظام غذائي يناسب أجسامهم للوصول للنتيجة المرجوة بجودة عالية، حسب وصفه.
وكان الاتحاد الرياضي العام في إدلب، قد نظّم عدة مسابقات محلية على مستوى المنطقة، شارك بها عشرات اللاعبين وشهدت حضور قوي ولافت، بحسب السيد وليد شما، الذي تحدث عن رواج واهتمام كبير من قبل الشباب الذين تحمسوا للعب هذه الرياضات، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة.
وتتراوح رسوم التدريب في الصالات الرياضية بين 8 إلى 25 دولار أمريكي، وذلك حسب التجهيزات الرياضية المتوفرة داخل الصالة والخدمات المقدمة، من غرف تبديل ملابس وخزانات خاصة وحمامات وتدفئة مركزية، بالإضافة إلى البرامج الغذائية والمدربين المختصين.
تجربة مشابهة بريف حلب
تشهد منطقة ريف حلب الشمالي انتشاراً للصالات الرياضية وإقبالاً ملحوظاً على ممارسة الرياضات البدنية، نتيجة الاستقرار النسبي في المنطقة، خاصة في مدينة اعزاز التي تستورد أحدث الأجهزة وتنظم عدداً من الفعاليات بهدف تحسين الواقع الرياضي في المنطقة.
يتحدث السيد حمود الأحمد، أحد مدربي بناء الأجسام في مدينة اعزاز، عن إقبال “جيد” على رياضة بناء الأجسام والقوى البدنية في اعزاز، القريبة الحدود التركية، مشيراً لوجود تنافس لدى الشباب في رفع مستوى لياقتهم، ما ولًد لديهم حافزاً للاستمرار بالرياضة.
وأكد الأحمد وجود مدربين مختصين في المنطقة، سواء في رياضة بناء الأجسام أو القوى البدنية ورفع الأثقال، متحدثاً لـ “السورية نت” عن تنظيم عدة فعاليات رياضية في الشمال السوري، حيث تم مؤخراً إطلاق فعالية بإدلب شارك فيها عدد من اللاعبين من منطقة اعزاز وعفرين والباب، وسبقها في العام الفائت بطولة للقوى البدنية في اعزاز شارك بها لاعبين من إدلب وريف حلب.
ونوه السيد حمود إلى وجود تحديات تواجه لاعبي بناء الأجسام والقوى البدنية، وهي عدم وجود دعم حقيقي من قبل الحكومات والمنظمات للجانب الرياضي، إذ إن الشاب الذي يشارك بالبطولات يتكلف الكثير من المال للتجهيز للبطولة، في ظل الأوضاع المعيشية السيئة.
وتابع: “لو أن هناك شركات أو منظمات تتبنى كل فريق في منطقته وتتكفل بمصاريف وتنمية لاعبيه، لكانت النتيجة حتماً تختلف وتنعكس إيجاباً على واقع الرياضة في المنطقة”.
ويوجد في منطقة إدلب قرابة 30 نادي رياضي يتبع للاتحاد الرياضي العام، التابع لـ”مديرية الرياضة والشباب” في “حكومة الإنقاذ”، ويُشرف الاتحاد على المسابقات والفعاليات التي تتعلق بأنشطة هذه الرياضة.
كما يتواجد في ريف حلب الشمالي 12 نادي رياضي لبناء الأجسام، 4 منها في مدينة اعزاز التي تضم مركز رعاية الشباب، والذي يعمل بدوره على تنسيق العديد من الفعاليات الرياضية في المدينة، بالإضافة لوجود صالات رياضية خاصة برياضة الجودو والتكواندو ومختلف ألعاب القوى البدنية.